شهدت محافظة السويداء، جنوبي سوريا، اشتباكات دامية بين مقاتلين دروز وعشائر من البدو أوقعت عشرات القتلى والمصابين، وهو ما يعيد إلى الواجهة التحديات الأمنية التي لاتزال السلطات الانتقالية تواجهها في سوريا.
ومن جانبه، أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، فرض حظر تجول في شوارع المدينة اعتبارًا من صباح الثلاثاء وحتى إشعار آخر.
بالإضافة لذلك، أعلنت الداخلية السورية نشر قواتها في السويداء بالتنسيق مع وزارة الدفاع، وطالب قائد الأمن الداخلي المواطنين بضرورة التزام منازلهم.
ودعا المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المسلحة لتحمل مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية، والتعاون الكامل مع الأمن لتأمين مركز المدينة وضمان استقرار كامل المحافظة.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية عن ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون بمحيط مدينة السويداء والتي تحاول الهروب من المواجهة عبر الانسحاب إلى وسط مدينة السويداء”.
ووفق شبكة “سكاي نيوز”، تقدمت القوات الحكومية نحو مدينة السويداء مساء الإثنين، بعد معارك أوقعت نحو 100 قتيل، بينما أكدت إسرائيل أنها تدخلت بقصفها دبابات سورية، محذرة من عدم استهداف الدروز.
ومن جانبه، قال باسم فخر، المتحدث باسم حركة “رجال الكرامة”، أحد أبرز الفصائل المسلحة الدرزية إن هناك مفاوضات جارية في محافظة السويداء بين السلطات السورية وممثلين عن الدروز، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وعلى الجانب الأخر، طالبت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز المقربة من الشيخ البارز حكمت الهجري في بيان منفصل، بوقف إطلاق نار فوري، قائلة: “طلبنا من البداية وقف إطلاق النار والتهدئة، ولم نرغب بسفك الدماء .. نحن لا نقبل بأي فصائل تكفيرية أو منفلتة أو خارجة عن القانون”.
وأضاف البيان: “نحن مع القانون ومع سيادة الدولة النظامية القانونية، نحن متأكدون أن الحكومة المؤقتة في دمشق توافقنا على ذلك، ولم تنقطع ولن تنقطع علاقتنا التوافقية معهم”.
ومن جانبه، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد الضحايا وصل منذ الأحد لـ 99 شخصا قتيلًا، هم 60 درزيا معظمهم من المقاتلين، إضافة إلى امرأتين وطفلين، و18 شخصا من البدو، و14 عنصرا من قوات الأمن، و7 مسلحين مجهولي الهوية.
وتعيد هذه الاشتباكات إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات الانتقالية بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع، منذ وصولها إلى الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في ديسمبر من العام الماضي.
