مصر

بعد أيام من مولد السيد البدوي.. استعدادات مكثفة في الحسين والأزهر لليلة الختامية لمولد الإمام الحسين اليوم

تشهد منطقة الحسين والأزهر استعدادات مكثفة اليوم الثلاثاء لاستقبال الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، وسط أجواء روحانية وتوافد الآلاف من الزوار من مختلف المحافظات، في واحدة من أضخم المناسبات الدينية التي يحتفل بها المصريون كل عام.

وتزينت الشوارع المحيطة بالمسجد بالأنوار والرايات، بينما انتشرت خدمات الأمن والنظافة والإسعاف لتأمين الفعاليات وتنظيم حركة الزوار، حيث تقام الاحتفالات بقراءة القرآن الكريم والابتهالات والمدائح النبوية، مع توزيع الأطعمة والمشروبات على المشاركين.

وحددت المشيخة العامة للطرق الصوفية موعد الليلة الختامية لتكون اليوم 21 أكتوبر 2025، الموافق 29 من ربيع الآخر 1447 هـ، مؤكدة أن الاحتفال يقام في الساحات المخصصة حول مسجد الإمام الحسين، ويشهد مشاركة كبار مشايخ الطرق الصوفية ومحبي آل البيت.

جدل بعد حشود السيد البدوي

يأتي الاحتفال بمولد الإمام الحسين بعد أيام من الجدل الذي أثارته الحشود الضخمة التي شهدتها مدينة طنطا خلال مولد السيد أحمد البدوي، والتي قدرها البعض بأكثر من مليوني زائر، وتصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تباين في الآراء حول مظاهر الاحتفالات وتجمعات الموالد.

وكان الإعلامي عمرو أديب قد تناول الظاهرة في برنامجه الحكاية على قناة «MBC مصر»، متسائلًا: «ما الذي يحدث في مولد السيد البدوي؟ ولماذا يحرص الملايين على الذهاب إليه؟»، واصفًا المشهد بأنه «ظاهرة مذهلة وغير مفهومة»، منتقدًا ما وصفه بـ«التبرك بالأولياء وطلب المدد منهم»، مؤكدًا أن الدعاء يجب أن يكون لله وحده.

الإفتاء: زيارة مقامات آل البيت من القُرُبات

وفي المقابل، ردّ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤال ورد إليه من أحد المواطنين تزامنًا مع اقتراب مولد الإمام الحسين والسيد البدوي، نصه: ما حكم زيارة مقام سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وروضته الشريفة، وزيارة الأضرحة؟

فأوضح المفتي أن زيارة آل البيت والأولياء والصالحين مشروعة، واستقر عليها عمل علماء المسلمين سلفًا وخلفًا، مؤكدًا أن زيارة مقام النبي ﷺ وروضته الشريفة من أفضل القربات إلى الله تعالى، لما فيها من تعظيم لشعائر الدين وصلة للرحم الروحي بأهل البيت الكرام.

وشدد على أن الزيارة ينبغي أن تكون وفق آدابها الشرعية، مع التزام الهدوء وقراءة القرآن والدعاء دون رفع الصوت أو ارتكاب المظاهر غير اللائقة، فهي مواطن للعِبَر ومجالس للذكر والتأمل.

ويرى بعض علماء الأزهر و مشايخ الطرق الصوفية أن الموالد تمثل مزيجًا بين الروحانية والفولكلور الشعبي، إذ تُعبّر عن محبة المصريين لآل البيت، وتشكل متنفسًا اجتماعيًا للأسر من مختلف الطبقات، بينما تشدد المؤسسات الدينية على ضرورة ضبط السلوكيات والحفاظ على الطابع الديني للمناسبات.

ومع اقتراب موعد الليلة الختامية، بدت شوارع الحسين والأزهر وكأنها تعود إلى زمن القاهرة الفاطمية، حيث تمتزج رائحة البخور بأصوات الذكر والإنشاد، في مشهد يجسد عمق الوجدان الشعبي المصري، الذي ما زال يجد في مولد الإمام الحسين موسمًا للروح والمحبة والتقرب إلى الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *