مصر

بطل محطة الوقود خالد عبدالعال.. أنقذ العشرات وخبير بترولي يكشف: خطأ في الإجراءات وراء كارثة العاشر من رمضان

لم يتردد السائق خالد محمد شوقي عبدالعال لحظة واحدة حين اندلعت النيران في شاحنة محملة بـ40 طنًا من البنزين داخل محطة وقود مزدحمة بمدينة العاشر من رمضان.

قاد خالد مركبته المشتعلة بعيدًا عن الأهالي والمحال التجارية، لينقذ مئات الأرواح من كارثة محققة، لكنه دفع حياته ثمنًا لبطولته.

 

الحادث الذي هزّ الرأي العام أعاد طرح التساؤلات حول إجراءات الأمان في محطات الوقود.

وفي هذا السياق، كشف الخبير البترولي مدحت يوسف أن الحريق وقع نتيجة خطأ في الإجراءات، مؤكدًا أن منظومات السلامة الحديثة كفيلة بمنع مثل هذه الحوادث لو طُبقت بدقة.

 

 

خطأ إجرائي وراء الكارثة

 

و في تعليق فني موسّع حول ملابسات الحادث، قال مدحت يوسف، الخبير البترولي:

 

“هناك بروتوكول إجرائي محدد متفق عليه لتنفيذه عند تفريغ شحنات الوقود من شركات التسويق البترولية المسئولة عن توريد المنتجات البترولية من مستودعاتها إلى محطات الوقود.

تلك التعليمات متوافق عليها من الحماية المدنية والأمن الصناعي بالوزارات المعنية. وهناك محددات من قبل الحماية المدنية بإعداد طفايات الحريق البودرة والمنظومات المحدثة، والتي تراجع سنويًا ويتم إصدار شهادات الصلاحية بتوافق المحطة مع شروط الحماية المدنية.

وتستكمل الإجراءات باتباع تعليمات الأمن الصناعي لتأمين المحطة من المخاطر والحريق.”

 

 

 

وأضاف مدحت يوسف في تصريح خاص لـ البورصجية ، إنه إذا تم اتباع تلك التعليمات وتطبيق المنظومة المحدثة، فلا يمكن حدوث مثل تلك الحوادث الأخيرة.

 

موضخا أن لكل شركة تسويق منظومتها الخاصة. فمثلًا، تجد محطات موبيل في مصر تتبع الإجراءات ذاتها في أمريكا وأوروبا، ومحطات توتال تتبع معايير فرنسا، وهكذا لكافة الشركات أما مصر للبترول، التعاون للبترول، والنيل للتسويق فتطبق منظومات موروثة من شركة شل، تم تحديثها طبقًا للمعايير العالمية الحديثة.”

 

 

 

تفاصيل إجراءات النقل والتفريغ

 

أضاف الخبير البترولي:

 

“السيارات الصهريجية تنقل البنزين، ويتم برشمة الصهريج ببرشام ملوّن يوافق لون البنزين التسويقي.

مع السائق فاتورة تحدد كمية الوقود المنقول، ونوع ورقم البرشام بالسيارة.

يتم مراجعة الفاتورة مع منظومة GPS بهيئة البترول للتأكد من صحة الكميات المنقولة.”

 

 

 

كما أوضح يوسف تفاصيل الإجراءات الفنية:

 

“يتم أخذ عينة من البنزين للتأكد من اللون وعدم وجود مياه باستخدام معجون الكشف.

 

بعدها يقوم السائق بتوصيل الكابل بالأرضي لتفريغ الكهربية الاستاتيكية المتولدة أثناء النقل.

 

يتم بعدها ربط خرطوم التوصيل بين مخرج الصهريج والتنك الأرضي المحدد، بحسب نوع الوقود.”

 

 

 

وأكد يوسف:

 

“إجراءات تفريغ شحنات البنزين بمحطات الوقود كفيلة بمنع أي مشكلة إذا ما اتبعت بعناية تامة، حتى مع التطور الكبير الحالي في محطات الوقود من خدمات وأنشطة متعددة.”

 

 

 

أسباب الحادث: تفريغ الكهرباء وتلف الخرطوم

 

واختتم الخبير البترولي بقوله:

 

حريق محطة العاشر من رمضان حدث نتيجة خطأ في الإجراءات .

 

وتابع أن تفريغ الكهربية الاستاتيكية قبل التفريغ هو أحد أهم أسباب الحريق، بالإضافة إلى تلف خرطوم التوصيل كعامل آخر ساهم في وقوع الكارثة.”

 

 

 

 

تكريم رسمي للبطل خالد عبدالعال

 

على الصعيد الرسمي، وجّه رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي بتكريم أسرة السائق البطل خالد عبدالعال، وصرف مكافأة استثنائية ومعاش شهري لذويه.

كما قررت مدينة العاشر من رمضان إطلاق اسم “خالد عبدالعال” على أحد شوارعها، تخليدًا لذكرى هذا الرجل الذي دفع حياته لإنقاذ العشرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *