كشفت حصيلة مروعة حجم الدمار غير المسبوق الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال 470 يومًا، حيث وثّق المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع خسائر أولية تجاوزت 38 مليار دولار، في عملية تدمير ممنهج طالت كل مناحي الحياة في القطاع المنكوب.
ووفق المكتب الإعلامي بغزة، تشير الأرقام إلى أن قوات الاحتلال ألقت نحو 100 ألف طن من المتفجرات على القطاع، مما أدى إلى تدمير نحو 90% من بنيته التحتية، وفي قطاع الإسكان تضررت نحو 440 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، مما جعلها غير صالحة للسكن.
وطال الدمار البنية التحتية للخدمات الأساسية، حيث دُمر 330 ألف متر طولي من شبكات المياه، وأكثر من 650 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، ونحو 2.8 مليون متر طولي من شبكات الطرق والشوارع، إضافة إلى 3700 كيلومتر طولي من شبكات الكهرباء.
دمار يشبه الحرب العالمية الثانية
قال المقرر الأممي المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاجوبال، إن إسرائيل بارتكابها إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، “خلفت دمارا في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأشار راجاجوبال في تصريح صحفي، اليوم الخميس، إلى أن الدمار في قطاع غزة “غير مسبوق من حيث نطاقه ووحشيته وتأثيره الهائل على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك”.
دمار 80% من منازل غزة
ولفت إلى تدمير الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 80% من المنازل في غزة بالكامل، و”هو ما لا يشبه ما حدث عندما جرى تدمير مدينة دريسدن الألمانية”، موضحًا أن فلسطينيي غزة يواجهون تحديات ضخمة، مثل إنقاذ الأشياء الثمينة بين الأنقاض، وإزالة الحطام وإعادة بناء حياتهم.
وأكد أن “الأولوية في غزة الآن هي تقديم المساعدات الإنسانية حتى يتمكن الناس من العيش عند عودتهم”، وشدد على الحاجة الملحة للوصول إلى المأوى في غزة.
وذكر أنه عقب إقامة الفلسطينيين بغزة خيامهم ومنازلهم بفضل المساعدات، يجب وضع خطط إعادة الإعمار موضع التنفيذ.
إبادة جماعية حقيقية
وشدد على ضرورة إزالة الركام في غزة أولا، في ظل خطورة وجود ذخائر غير منفجرة، مضيفًا أن “ما حدث في غزة هو إبادة جماعية حقيقية لأنه يخلق ظروفا تجعل الحياة مستحيلة وتجعل غزة غير صالحة للسكن”.
وأضاف: “إذا جعلت منطقة أو مكانا غير صالح للسكن للأشخاص الذين يعيشون فيه، فهذا في الواقع عمل من أعمال الإبادة الجماعية”.
وشدد على أن وجود اتفاق لوقف إطلاق النار “لا يعني أن الإبادة الجماعية قد توقفت، وأردف: “الإبادة الجماعية تستمر طالما أن غزة غير صالحة للعيش لشعبها، وطالما أن هناك ظروفا قد تؤدي إلى القضاء على الشعب الفلسطيني بالكامل أو جزء منه”.
ونجحت جهود الوساطة المشتركة التي قامت بها مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، إذ دخل الاتفاق حيز التنفيذ، 19 يناير 2025.
إعادة إعمار غزة
قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، إن حكومته تعتزم إعادة إعمار غزة بمساعدة الولايات المتحدة والسعودية، في عملية قال إنها ستعيد تشكيل الشرق الأوسط، وتتطلب إنهاء حكم “حماس” والوجود الإسرائيلي على الأرض.
وأعرب مصطفى عن تفاؤله إزاء الاتصالات المبدئية مع مساعدي الرئيس دونالد ترمب، لكنه رفض فكرة الرئيس الأمريكي بشأن إعادة توطين معظم سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص في دول أخرى خلال مرحلة إعادة الإعمار بعد الحرب.
قال مصطفى، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرج” من مكتبه في رام الله بالضفة الغربية أمس الأربعاء: “لدي كل الأسباب التي تدفعني للاعتقاد بأن هذه الإدارة ستساعدنا جميعًا في التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يمكن أن ينهي الصراع في المنطقة”.