ملفات وحوارات

«انفجارات الغلاء» تحرق أسواق العالم

صعود قياسى للذهب والنفط..

تلقي الأوضاع الساخنة في الشرق الأوسط بظلالها على الأسواق العالمية، والتي بدا واضحًا تأثرها الشديد بالأعمال القتالية التي تتبادلها كل من إيران وإسرائيل على مدى أكثر من أسبوع كامل، وأسفرت عن نتائج عميقة الأثر على المستويين السياسي والاقتصادي.
ويرجع التأثير الكبير للحرب الجارية بين إسرائيل وإيران على مستوى الأسواق، إلى ضخامة القوة العسكرية للطرفين في الشرق الأوسط، مع مراعاة الأثر الاقتصادي الذي تمثله المنطقة بشكل رئيسي على مجريات الأمور عالميًا، وحركة الأسواق الدولية المختلفة، وعلى رأسها تجارة النفط.
إيران بوصفها واحدة من أهم منتجي النفط في المنطقة والعالم، حملت الضربات التي تلقتها تأثيرات مباشرة على أسواق البترول العالمية، إذ ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الأسيوية، منتصف الأسبوع الأول من الحرب، ما زاد المخاوف من أن يؤدي تصاعد القتال إلى صراع إقليمي أوسع نطاقًا، ويعطل صادرات النفط من الشرق الأوسط إلى حد بعيد.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 2.37 دولار أو 3.2% إلى 76.60 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.39 دولار أو 3.3% ليسجل 75.37 دولار، كما قفز الخامان القياسيان بنسبة 7% عند التسوية، في أول أيام الحرب، بعد أن ارتفعا بأكثر من 13% خلال الجلسة، ليبلغا أعلى مستوياتهما، منذ يناير 2025.
وعلى مستوى الأسواق الأوروبية، فتراجعت الأسهم إلى أدنى مستوياتها في شهر تقريبًا، اليوم الثلاثاء مع دخول الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل يومه الخامس.
وفي ظل التوتر الجيوسياسي الذي يعصف بالمنطقة، تراجعت رغبة المستثمرين في أوروبا في المخاطرة، مما أدى إلى انخفاض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8% إلى 542.26 نقطة.
وعلى الرغم من عدم حدوث أي اضطرابات في الإمدادات حتى الآن، فإن مجرد شبح الصراع جعل الأسواق في حالة تأهب قصوى، إذ ارتفعت أسعار النفط قليلا، مما دفع قطاع الطاقة إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر تقريبًا.
وقال يوكا يارفيلا رئيس قسم الأسهم المدرجة في شركة مانداتوم الفنلندية لإدارة الأصول: “السؤال الأكبر هو ما الذي سيحدث في مضيق (هرمز)، إذا جرى إغلاقه، فسيكون لذلك آثار على أسعار النفط”.
ومنيت أسهم البنوك بأكبر خسائر على المؤشر ستوكس 600 إذ هبطت 2.3%، كما هوى سهم مجموعة يونيكريديت المصرفية 3.6%، بينما تراجع سهم جنرالي للتأمين 1.2%، لكن سهم أشتيد قفز 4.1% بعد أن توقعت شركة تأجير معدات البناء نموا سنويا في إيراداتها يصل إلى 4%.
وانتعش الذهب، منتصف الأسبوع الماضي، إذ تسبب تنامي الضبابية الجيوسياسية الناجمة عن القتال بين إسرائيل وإيران، ودعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإخلاء طهران، في إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% إلى 3392.29 دولار للأوقية، بعد انخفاضه بأكثر من 1%، الاثنين من الأسبوع الماضي، كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.2% إلى 3410.90 دولار.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% إلى 36.43 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 1245.55 دولار، كما استقر البلاديوم عند 1029.08 دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *