
مأساة صادمة تهز الرأي العام وتثير تساؤلات حول تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية.
في تطور مفاجئ وصادم، تحوّلت وفاة الشاب أحمد الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، إلى قضية تشغل الرأي العام، بعدما عُثر عليه مقتولًا بطلق ناري داخل فيلته بمدينة 6 أكتوبر يوم 25 مايو 2025، وسط روايات متضاربة حول أسباب الوفاة ما بين نزاع عائلي محتدم وضغوط نفسية هائلة وبينما تواصل الأجهزة الأمنية. تحقيقاتها، تتزايد التساؤلات: هل كانت السوشيال ميديا سببًا في وفاته؟ أم أن خلفيات العائلة وملفات الميراث كانت المحرك الحقيقي للمأساة؟
من هو أحمد الدجوي؟ وما هي تفاصيل قصته؟
أحمد شريف الدجوي هو أحد أفراد عائلة مرموقة في مصر، حيث يُعد حفيد الدكتورة نوال الدجوي، رئيسة مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)، وأحد الناشطين في مجال الأعمال والإدارة. شاب ثلاثيني، عرف بحضوره الدائم في الحياة العائلية، لكنه دخل مؤخرًا في نزاع عاصف بسبب خلافات على الميراث.
بدأت الأزمة بعد تقديم جدته، الدكتورة نوال، بلاغًا رسميًا تتهم فيه أحمد وشقيقه بالاستيلاء على ما يزيد عن 500 مليون جنيه من أموالها ومجوهراتها الخاصة. تحول هذا النزاع إلى مادة دسمة على مواقع التواصل، ورافقه سيل من الشائعات والانتقادات، ما وضع الشاب في مواجهة مباشرة مع ضغط نفسي هائل.
وبحسب مصادر، كان أحمد قد سافر إلى الخارج قبل أيام من وفاته، وعاد إلى مصر قبل الواقعة بيوم واحد فقط. وبينما أشارت تحريات أولية إلى احتمال مروره باضطرابات نفسية، أكدت أسرته عكس ذلك تمامًا.
بيان رسمي ينفي الشائعات
في أول رد رسمي من الأسرة، أصدر الدكتور محمد حمودة، محامي عائلة الدجوي، بيانًا عاجلًا نفى فيه أن يكون أحمد قد خضع لأي علاج نفسي سواء داخل مصر أو خارجها. وأكد أن رحلته الأخيرة كانت مرتبطة بعمل، لا بعلاج نفسي، مشددًا على أن الأسرة لم تصدر أي تصريحات بشأن دوافع نفسية وراء الوفاة.
ودعا حمودة وسائل الإعلام إلى تحري الدقة وتجنّب ترويج الشائعات احترامًا لحزن العائلة، موضحًا أن بيانًا موسعًا سيصدر لاحقًا لتوضيح التفاصيل والرد على المعلومات المغلوطة المنتشرة.
نزاع عائلي أم ضغط إلكتروني؟
تحولت أزمة أحمد إلى حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل، خاصة بعد تسريب معلومات عن الخلافات داخل العائلة. الاتهامات التي طالت الشاب – بغض النظر عن صحتها – انتشرت كالنار في الهشيم على فيسبوك وتويتر، مصحوبة بتعليقات قاسية وتنمر واضح.
ففي عصر “المحكمة الجماهيرية”، تتحول الخلافات الشخصية إلى قضايا رأي عام، ويصبح المتهم – حتى دون محاكمة – عرضة للإدانة المجتمعية. وهنا يبرز تساؤل مهم: هل كانت السوشيال ميديا عاملاً مساهمًا في هذه النهاية المأساوية؟
خبير نفسي: السوشيال ميديا قد تدفع للانتحار
في هذا السياق، أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن منصات التواصل الاجتماعي قد تؤثر بشكل بالغ السلبية على الأفراد، خاصة ذوي الشخصيات العصبية أو الضعيفة أمام الضغط الجماهيري.
وقال فرويز : “السوشيال ميديا قد تكون دافعًا مباشرًا نحو الانتحار إذا تعرض الشخص للتنمر أو التشويه أو التشكيك المستمر. هذه الضغوط قد تُدخل أي إنسان في دائرة اكتئاب حاد يصعب الخروج منها دون دعم نفسي حقيقي.”
كما نصح الدكتور جمال أصحاب الشخصيات المتوترة أو الحساسة بـ”الابتعاد عن تلك المنصات أو على الأقل تقنين استخدامها”، مشيرًا إلى أهمية طلب المساعدة النفسية فورًا عند الشعور بأي مؤشرات على الانهيار أو القلق الشديد.