لليوم الثلاثين على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وتقصف طائرته المباني والمنازل السكنية وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها من المدنيين، كما تقصف المستشفيات والمساجد والمدارس التي تؤوي النازحين ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء، إلى 9572 شهيدا، وأكثر من 26 ألف جريح، أكثر من ثلثيهم من الأطفال والنساء والمسنين.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن 51 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال استشهدوا، فيما أصيب العشرات في قصف إسرائيلي لمنزل في مخيم المغازي وسط قطاع غزة مساء السبت.
قصف آبار وخزانات المياه
وأكدت لجنة الطوارئ في بلدية بيت لاهيا، في بيان “تعمد طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصف آبار وخزانات المياه وإلحاق الضرر بالخدمات التي تقدمها البلدية”، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأشارت اللجنة، إلى قيام الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الحالي على قطاع غزة، “باستهداف بئر للمياه وخزان “تل الزعتر” ويخدمان مناطق مركزية في بيت لاهيا، وهما (منطقة مشروع بيت لاهيا الاعلى كثافة سكانية، ومنطقة المسلخ، الشيخ زايد، قليبو، الشارع العام، الحطبية، المنشية والتي يقدر عدد ساكنيها 70000 نسمة وخروجهما عن الخدمة في ظل أزمة المياه الراهنة الناتجة عن قطع إمدادات الوقود والكهرباء من الجانب الإسرائيلي”.
345 قتيلا في صفوف جيش الاحتلال
اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 4 من جنوده في قطاع غزة، بينهم قائد سرية، ليرتفع عدد قتلاه إلى 29 منذ بداية العملية البرية، قبل نحو أسبوع.
وأوضح جيش الاحتلال، في بيان مساء السبت، أن الجنود القتلى هم 3 من لواء “جفعاتي”، والرابع من وحدة “شالداج”، المتخصصة بجمع المعلومات.
ووصل عدد ضباط الاحتلال وجنوده، الذين قُتلوا منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، إلى 345.
هجوم جديد من حماس
وكشف جيش الاحتلال أن جنوده هاجموا مقاتلين من حركة حماس الفلسطينية في جنوب قطاع غزة.
وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن مسلحي حماس أطلقوا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، صواريخ مضادة للدبابات على القوات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة بالقرب من الحدود مع إسرائيل. ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار، وفقاً للتقرير.
وبعد ما يزيد قليلاً على أسبوع من انطلاق الهجوم البري الإسرائيلي، اصطحب الجيش الإسرائيلي صحفيين إلى الجزء الشمالي المدمر من قطاع غزة.
فروا إلى الجنوب
ومنذ بداية الحرب، أبلغ جيش الاحتلال بشكل متكرر المدنيين في شمالي قطاع غزة بالهروب نحو جنوب القطاع الساحلي المحاصر من أجل سلامتهم، ووفقاً لجيش الاحتلال، فإن 700 ألف شخص نزحوا بالفعل.
وقال جيش الاحتلال، إنه سيسمح خلال نافذة زمنية اليوم الأحد مجددًا للمدنيين في قطاع غزة بالفرار إلى الجزء الجنوبي من القطاع الساحلي.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية نقلت أمس عن مسؤولين مطلعين قولهم، إن “الجنود الإسرائيليين يُقتلون في غزة بأكثر من ضعف معدل قتلاهم في حرب 2014 التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع أيضًا”.
وأضافت الصحيفة، أن مقاتلي كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكرية لحركة حماس- يُبدون جاهزية وقدرات أكبر من التي كانوا عليها، عندما غزت “إسرائيل” غزة 2014.
العام الأكثر دموية
وأصبح هذا العام بالفعل هو الأكثر دموية بالنسبة لسكان الضفة الغربية المحتلة منذ 15 عاما على الأقل حيث استشهد نحو 200 فلسطيني وقتل 26 إسرائيليا وفقا لبيانات الأمم المتحدة. واستشهد 121 فلسطينيا آخرين في الضفة الغربية منذ هجمات حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن الهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين تضاعفت لكن معظم الوفيات وقعت خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يحاول وقف العنف وحماية المدنيين الفلسطينيين.
جبهة ثالثة
وأجج العنف المتفاقم في الضفة الغربية المحتلة المخاوف من أن تصبح الأراضي الفلسطينية المضطربة جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقا بالإضافة إلى الحدود الشمالية لإسرائيل حيث تصاعدت الاشتباكات مع قوات حزب الله اللبناني.
تطويق غزة
قال المبعوث الأمريكي الخاص ديفيد ساترفيلد في أثناء وجوده في عمان أمس السبت إن ما بين 800 ألف ومليون شخص اتجهوا بالفعل إلى جنوب قطاع غزة، بينما يظل ما بين 350 و400 ألف في مدينة غزة وضواحيها بشمال القطاع.
وأمرت إسرائيل الشهر الماضي جميع المدنيين بمغادرة الجزء الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، والتوجه إلى جنوب القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال السماح للفلسطينيين باستخدام الطريق الرئيسي بقطاع غزة، طريق صلاح الدين، لمدة ثلاث ساعات بعد ظهر السبت.
وكتب جيش الاحتلال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية “إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم، فاتجهوا جنوبا وفقا لتعليماتنا”.
وقال مسؤولون إسرائيليون لمراسل شبكة (سي.إن.إن) المرافق للقوات الإسرائيلية التي توغلت حوالي كيلومتر واحد داخل قطاع غزة إنهم يطوقون مدينة غزة في الجزء الشمالي من القطاع المكتظ بالسكان ويعزلونه عن الجزء الجنوبي.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن القتال كان “عنيفا” بالقرب من موقع إسرائيلي على مشارف مدينة غزة. وقالت إن الجنود الإسرائيليين يخوضون قتالا مع مقاتلي حماس على بعد مئات الأمتار إلى الشمال والجنوب. وأمكن سماع دوي إطلاق نار كثيف في خلفية اللقطات التي تم تصويرها عند الموقع.