سلايدرمصر

“الممر العالمي الجديد يثير القلق في مصر… هل ينافس قناة السويس أم يفيدها؟

قلل الفريق مهاب مميش، مستشار رئيس الجمهورية لقناة السويس، من شأن الممر الاقتصادي الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال قمة العشرين التي عقدت في مدينة نيودلهي الهندية يوم السبت.

وجرى الإعلان عن المشروع خلال مذكرة تفاهم اتفق عليها القادة بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وولي العهد السعودي. وسيمتد الممر المقترح عبر بحر العرب من الهند إلى الإمارات، ثم يعبر السعودية والأردن وإسرائيل قبل أن يصل إلى أوروبا.

لا مجال للمقارنة

وفور الإعلان عن المشروع، أثيرت تساؤلات عن جدوى المشروع وأهميته، وما إذا كان “الممر الجديد” رديفا لقناة السويس ومنافسا لها. لكنّ مميش قال في تصريحات متلفزة إنه لا مجال للمقارنة بينهما، مستبعدا وجود أي تأثير للممر الجديد على القناة فهو “مشروع متعدد الوسائط وعملية النقل به ستكون مكلفة ومضيعة للوقت، وضد اقتصاديات النقل البحري، حيث يمر بالبحر ثم يفرغ الحمولة ويسير على سكة حديدية ثم عربات نقل بري ويفرغ على البر”، فيما أصبحت قناة السويس أسرع طريق ملاحي في العالم، بعد التفريعة الجديدة، حيث تربط البحر الأحمر بالمتوسط في 11 ساعة فقط، وتتصل بجميع الموانئ في العالم.

ولخص مميش رؤيته بالقول “نرميه وراء ظهرنا، ليس له أي تأثير حاليا ولا في المستقبل على القناة”، ومع أنه “طمأن شعب مصر العظيم” شدد على ضرورة “الاستعداد للمنافسة”، مؤكدا أننا “قادرون على التنافسية وبجدارة”.

 المشروع الذي يستهدف إنشاء خطوط للسكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية، لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع، سيشمل أيضا كابلا بحريا جديدا وبنية تحتية لنقل الطاقة، وفقا لما ذكرته “فايننشال تايمز”.

كما يهدف الممر الجديد إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب، من أجل تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية.

يفيد لمصر أم يضرها؟

على مواقع التواصل، استبعد مغردون أن يؤثر الممر الجديد على قناة السويس “لأنه غير واقعي وتكلفته عالية جدا”، فيما وصف البعض المشروع بـ” الرائع والمفيد اقتصاديا” لكنهم أبدوا تخوفهم من “التحديات التي قد تتحكم في مدى تقدم المشروع من عدمه وهو الوضع السياسي من حروب وأزمات اقتصادية. ومدى أمان الدول التي سيمر منها هذا الممر”.

في المقابل، يقول الخبير السعودي في التجارة الدولية، الدكتور فواز العلمي، إن التجارة المارة بالبحر الأحمر وفي قناة السويس تمثل نسبة 13% من التجارة العالمية، وهي نسبة لا يستهان بها، حيث تشكل تلك التجارة نحو 23 تريليون دولار وهو رقم مميز وكبير، ولذلك فإن قناة السويس ستنتعش من هذا الممر المهم لدول الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي. وأضاف أن الممر لا يستثني قناة السويس المصرية التي ستكون ضمن المشروع.

وأوضح أن “الدول المشاركة في الممر وهي نحو 52 دولة قد تصل التجارة العالمية لها في المستقبل إلى 9 تريليونات دولار وسيجعل الممر التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%” وفقا للعلمي.

وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد الكيلاني، إن المشروع الجديد سيكون إضافة وداعما لقناة السويس، نظرا لتيسير حركة التجارة الدولية، وزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والدول المشاركة، بالإضافة إلى زيادة معدلات النمو والرواج الاقتصادي، وتوليد فرص عمل جديدة. وأضاف أن موقع مصر الاستراتيجي يعطي ميزة تنافسية لقناة السويس، حيث يربط بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، فضلا عن تسهيل عملية الانتقال من خلالها بعد افتتاح القناة الجديدة.

ويتفق معه الخبير الاقتصادي أحمد خطاب، الذي يؤكد أن هذا المشروع سيكون له العديد من النتائج الإيجابية، حيث إنه يستهدف زيادة التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، بالإضافة إلى زيادة معدلات النمو العالية والاستثمارات المتبادلة، كما يسهم في تطوير البنية التحتية التي تشمل السكك الحديدية، وتسهيل مرور التجارة، فضلا عن تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب.

وبما أن مصر كدولة رائدة في إفريقيا لديها العديد من الموارد الاقتصادية الهامة، كقناة السويس الجديدة والقديمة، والموانئ على البحر الأحمر والمتوسط، فإن وهذا من شأنه أن يعزز النمو الاقتصادي لمصر وإفريقيا، ويشكل فرصة لمصر لرفع التبادل التجاري والتعاون الدولي  بين مصر والدول الأعضاء في مجموعة العشرين، وفقا للخبير.

فيما قال تقرير اقتصادي إسرائيلي إن مصر “ستكون أكبر الخاسرين” من المشروع. فقد نقلت صحيفة “جلوباس” الاقتصادية الإسرائيلية، عن يوئيل جوزانسكي، رئيس قسم السياسة الإقليمية في معهد البحث الدراسات الأمنية والإستراتيجية الإسرائيلي (INSS)، قوله إن مصر التي تسيطر على قناة السويس التي يمر عبرها 10% من إجمالي التجارة العالمية وحوالي 7% من حركة النفط ستكون أولا وقبل كل شيء أكبر الخاسرين من هذا المشروع.

وأوضح أنه “بعد هذا المشروع الطموح فإن تقليل الاعتماد الأوروبي والهندي على قناة السويس، وحتى الطريق المختصر بينهما عبر ممر نقل جديد، يمكن أن يشكل ضربة قاتلة للقاهرة”.

رئة مشروع المستقبل

وأضاف: “من المؤكد أن ربط مثل هذه البنية التحتية الإقليمية المشتركة بين الدول بمشاركة الرياض يمثل تحديًا للصين، وفي الوقت نفسه، سيؤدي ممر النقل المعين إلى تقصير سلاسل التوريد، وبالتالي تقليل اعتماد الدول على الصين”.

وحول أهمية هذا المشروع بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي إن دخول السعودية في هذا المشروع مرتبط بـ”مدينة المستقبل” التي يقوم بإنشائها “نيوم”، حيث يمتد مشروع ابن سلمان الرائد على مساحة 26.5 كيلومتر مربع، وقد تصل الاستثمارات المقدرة فيه إلى 500 مليار دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *