أكد المتحدث باسم الكرملين “دميتري بيسكوف” أن موسكو ترى في نيودلهي شريكاً أساسياً يمكنه الإسهام في البحث عن تسوية للصراع الأوكراني، مشيراً إلى تقدير الكرملين لاستعداد رئيس الوزراء ناريندرا مودي للاستماع إلى الموقف الروسي والتفاعل معه في هذا الملف المعقّد.
ففي إحاطة إعلامية خاصة للصحفيين الهنود، اليوم الثلاثاء، قبيل الزيارة الرسمية للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى الهند، بيّن “بيسكوف” أن روسيا تتجه إلى تعزيز علاقاتها مع كل من الهند والصين، معرباً عن أمل بلاده في أن تنجح العاصمتان الآسيويتان في حل القضايا الثنائية بينهما لما يمثله ذلك من دعم للاستقرار العالمي.
وأضاف “بيسكوف” أن التعاون الثنائي مع الهند يشمل مجالات الدفاع والطاقة، موضحاً أن أنظمة “إس-400” ومقاتلات “سوخوي-57” ستكون على رأس جدول الأعمال خلال زيارة “بوتين”.
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، جدد “بيسكوف” تأكيد انفتاح موسكو على محادثات السلام، لكنه شدد على ضرورة تحقيق “أهداف العملية العسكرية” قبل الوصول إلى أي اتفاق نهائي.
وكشف “بيسكوف” أن الاجتماع المرتقب بين “بوتين” والمبعوث الأمريكي “ستيف ويتكوف” في موسكو سيمثل خطوة مهمة في مسار البحث عن تفاهمات جديدة، قائلاً: “إن خطة ترامب تشكّل أساساً يمكن البناء عليه للوصول إلى تسوية دائمة”.
ووجّه المتحدث باسم الكرملين انتقادات لاذعة للدول الأوروبية، متهماً إياها بالتركيز على مواصلة الحرب حتى آخر أوكراني والحديث عن التهديد الروسي لصرف الأنظار عن مشكلاتها الداخلية، كما قال إن أوروبا تبحث استخدام الأصول الروسية المجمّدة لتمويل كييف، معتبراً ذلك دليلاً على مواصلة المواجهة مع موسكو.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد “بيسكوف” أن التحول نحو استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية بات توجهاً متصاعداً بعد تراجع الثقة في النظام المالي الغربي، مضيفاً أن الشركات الهندية لا تزال تحقق أرباحاً داخل السوق الروسية رغم العقوبات.
وشدد المتحدث باسم الكرملين على ضرورة بناء منظومة أمن أوروبي شاملة، لافتاً إلى استعداد روسيا للعمل مع الهند للمساهمة في استقرار النظام الدولي وتحقيق مناخ من السلام والقدرة على التنبؤ.
اقرأ أيضا: زيلينسكي من باريس: السلام المستدام هدف أساسي لـ«أوكرانيا»
