عالممصر

القمة المصرية الأوروبية الأولى.. شراكة أعمق واستقرار مشترك

في لحظة توصف بأنها علامة فارقة في العلاقات بين القاهرة وبروكسل، تنطلق، غدًا الأربعاء، 22 أكتوبر، أعمال القمة الأولى من نوعها بين مصر والاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، ورئيس المجلس الأوروبي “أنطونيو كوستا”، ورئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين”، وفق بيان رسمي صادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي.

مصر شريك استراتيجي للقارة العجوز

أكد رئيس المجلس الأوروبي “أنطونيو كوستا” أن مصر تُعد ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، بالنظر إلى موقعها الجغرافي الحيوي ودورها المتنامي في تهدئة النزاعات وتعزيز الأمن في الشرق الأوسط، مضيفًا أن القمة ستكون فرصة لتوسيع نطاق التعاون السياسي والاقتصادي وإطلاق العنان لإمكانات شراكتنا.

وأشار “كوستا”، في تصريحات سابقة يوم 17 أكتوبر، إلى أن العلاقات بين الجانبين متجذّرة في التاريخ والجغرافيا والثقافة المشتركة، مشيدًا بدور القاهرة في الوساطة بنزاع غزة، ومؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي يُقدّر لمصر هذا الدور المحوري في تحقيق التوازن الإقليمي.

قمة للتعاون المشترك

ووفق بيان المجلس الأوروبي، ستركز القمة على توسيع الشراكة السياسية والاقتصادية بين الطرفين بما يعزز السلام والاستقرار والازدهار المشترك، إلى جانب مناقشة قضايا دولية كبرى، أبرزها الوضع في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وقضايا الهجرة والأمن والتجارة والتعددية.

زيارة السيسي إلى بروكسل

من جانبه، أعلن السفير “محمد الشناوي”، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أن الرئيس “عبد الفتاح السيسي” وصل إلى المطار العسكري في بروكسل اليوم الثلاثاء، في مستهل زيارته الرسمية للمشاركة في القمة.

وأوضح “الشناوي” أن استقبال الرئيس “السيسي” جاء بحضور نائبة الوزير والسكرتيرة العامة لوزارة الشؤون الخارجية البلجيكية، ومديرة مراسم المجلس الأوروبي، وعدد من كبار المسؤولين، إلى جانب السفير المصري وأعضاء البعثة الدبلوماسية في بروكسل.

وقال “الشناوي” إن انعقاد هذه القمة التاريخية يمثل تتويجًا لمسار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي أُطلقت رسميًا في القاهرة في مارس 2024، مشيرًا إلى أن الزيارة تعكس حرص القيادة المصرية على تطوير علاقات متوازنة وبنّاءة مع أوروبا، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن برنامج زيارة الرئيس “السيسي” يتضمن لقاءات رفيعة المستوى مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي وعدد من القادة الأوروبيين، إضافة إلى لقاء مع ملك بلجيكا، لبحث القضايا المشتركة وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي.

وبيّن “الشناوي” أن القمة تتضمن شقًا اقتصاديًا محوريًا، يتمثل في منتدى اقتصادي موسّع حول فرص الاستثمار في مصر، بمشاركة كبار رجال الأعمال الأوروبيين والمؤسسات المالية، وذلك تحت شعار: “تسريع الاستثمار الاستراتيجي والتحول الصناعي والابتكار”، وأوضح أن المنتدى يأتي في إطار الثقة الأوروبية المتزايدة بالاقتصاد المصري، وقدرته على جذب الاستثمارات وتحفيز الإنتاج المشترك، في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها البلاد.

مستقبل مشترك بين مصر الاتحاد الأوروبي

اختتم السفير محمد الشناوي تصريحاته بالتأكيد على أن القمة تمثل مرحلة جديدة من العمل المشترك بين مصر وأوروبا، قوامها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيرًا إلى أن مصر تمضي بثبات نحو توسيع علاقاتها الدولية بما يخدم التنمية والاستقرار في المنطقة.

مصر وأوروبا على أعتاب مرحلة جديدة من الشراكة والتفاهم

قال المجلس الأوروبي، أن القمة تأتي امتدادًا لاتفاق الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، الذي تم توقيعه في مارس 2024، ويستند إلى ستة محاور أساسية تشمل العلاقات السياسية، والاستقرار الاقتصادي، والتجارة والاستثمار، والهجرة والتنقل، والأمن، وتنمية رأس المال.

ويرافق الاتفاق حزمة تمويل واستثمار بقيمة 7.4 مليار يورو للفترة بين 2024 و2027، تهدف إلى دعم البرامج التنموية والإصلاحات الاقتصادية المصرية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

مصر الشريك التجاري الأول لـ”أوروبا”

ووفق بيانات الاتحاد الأوروبي، تُعد أوروبا الشريك التجاري الأول لمصر، إذ شكّلت التجارة المتبادلة22%  من إجمالي تجارة مصر الخارجية في عام 2024، بإجمالي تبادل تجاري بلغ32.5  مليار يورو، منها19.9  مليار يورو صادرات مصرية إلى الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضا: السيسي يصل بروكسل للمشاركة في القمة المصرية الأوروبية الأولى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *