قالت رانيا جول، خبيرة أسواق المال العالمية بشركة XS.com، إن قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.00-4.25٪ جاء في ظل ضعف بيانات سوق العمل وتراجع تدريجي في الضغوط التضخمية .
و أضافت خبيرة أسواق المال في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن هذا الخفض هو الأول هذا العام، مع إشارة البنك المركزي لاحتمال تنفيذ خفضين إضافيين خلال العام، ما يُعد إشارة إلى بداية دورة تيسير نقدي جديدة.
وأوضحت جول أن أسواق الأسهم الأمريكية تفاعلت بشكل إيجابي، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية مثل الداو جونز وستاندرد آند بورز ارتفاعات واضحة، بدعم من زيادة السيولة وتوقعات تحفيز النشاط الاقتصادي. غير أن استمرار هذا الزخم مرهون بقدرة التيسير النقدي على مواجهة أي تباطؤ اقتصادي محتمل.
أما في سوق السندات، فقد شهدت العوائد تراجعًا ملحوظًا، خاصة على الآجال القصيرة والمتوسطة، مع زيادة الإقبال على أدوات الدين كملاذ آمن.
وأشارت جول إلى أنه في حال تراجع التضخم أكثر، قد يمتد الأثر الإيجابي ليشمل السندات طويلة الأجل أيضًا، بينما استمرار التضخم المرتفع قد يحد من إقبال المستثمرين.
وأفادت جول أن الدولار الأمريكي تراجع نسبيًا بعد القرار، مما انعكس إيجابًا على الذهب وبعض السلع والعملات الناشئة.
وأوضحت أن خفض الفائدة يقلل من جاذبية الدولار مقارنة بالعملات الأخرى ذات العوائد الأعلى، مشيرة إلى أن استمرار دورة الخفض قد يضعف الدولار أكثر ويدعم مكاسب الذهب.
وختمت جول تصريحاتها بالتأكيد أن “الترحيب بالقرار لا يلغي المخاطر القائمة، إذ قد يُنظر إلى الخفض باعتباره إشارة على دخول الاقتصاد في ركود أعمق، كما أن التضخم رغم تراجعه ما يزال عند مستويات مرتفعة نسبيًا. وإذا عاد للارتفاع، فقد يضطر الفيدرالي إلى إعادة التشديد، وهو ما سيخلق موجات تقلب قوية في الأسواق”.
وأضافت جول: “الأهم الآن هو تصريحات جيروم باول، إذ أن الأسواق مسعّرة بالفعل لخفض بـ25 نقطة أساس، وبالتالي فإن أي تلميحات منه حول وتيرة الخفض المقبلة ستكون الفيصل في اتجاه الدولار وباقي الأصول”.
