
”الظلام والعطش” هذا ليس اسم لفيلم جديد، بل هو واقع عاشه أهالي وسكان محافظة الجيزة استمر لاربع أيام، حيث شهدت المحافظة واحدة من أشد الأزمات الخدمية، بعدما غابت عن منازلهم الكهرباء والمياه في وقت متزامن مع موجة حر غير مسبوقة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وبالأخص بين الأطفال وكبار السن ومرضى الحالات الحرجة.
تعود تفاصيل الأزمة إلى مساء السبت 27 يوليو، في تمام الساعة 11 مساء، حين وقع عطل مفاجئ في كابل جهد عال (66 ك.ف) بمنطقة ساقية مكي، أدى إلى خروج محطة محولات جزيرة الذهب عن الخدمة، وهي محطة تغذي قطاع واسع من محافظة الجيزة.
وبحسب بيان وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، فقد تعطل الكابلان الرئيسيان المغذيان للمحطة (رقم 1 و2)، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن مناطق شملت: العمرانية، والهرم، والجيزة، والمنيب، وساقية مكي، والمرازيق، ومنيل شيحة، وغيرها من الأحياء.
وسرعان ما تحولت الأزمة إلى قضية رأي عام، في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، حيث تخطى الحمل الأقصى على الشبكة القومية للكهرباء يوم السبت 27 يوليو إلى 38800 ميجاوات و الأحد 28 يوليو حاجز 39400 ميجاوات، وهو أعلى مستوى في تاريخ الشبكة، وفقا لتقارير المركز القومي للتحكم في الطاقة.
وورغم وعود وزارة الكهرباء ومحافظة الجيزة في بداية الأزمة بسرعة احتوائها، تواصل الانقطاع لأربعة أيام متتالية ، وسط غضب المواطن الجيزاوي واستغاثات وجهها المواطنون إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، ولكن تعذر تشغيل الكابل الاحتياطي الذي تبين أنه معطل منذ أكثر من عام، بينما فشلت المحاولات الأولى لإصلاح الكابل الرئيسي، وهو ما أطال مدة انقطاع الكهرباء وبالتالي المياه.
أوضحت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أنها دفعت بـ65 مولدا كهربائيا متنقلا لتأمين التغذية الكهربائية للمرافق الحيوية، وعلى رأسها المستشفيات ومحطات المياه وأقسام الشرطة ، بينما عملت فرق الصيانة على مدار الساعة لإصلاح الكابلات المتضررة.
وبعد ذلك في عدد من البيانات الرسمية للوزارة خلال أيام الأزمة ، أكدت نجاحها و الانتهاء من مد مصدر التغذية الكهربائية الإضافي إلى محطة محولات جزيرة الدهب، وعبور المواسير والكوابل اسفل خطوط السكة الحديد بعد الانتهاء من مد الكوابل واختبارها.
وفي بيان آخر، أكدت الوزارة أنها تمكنت من إصلاح الكابل 2 ، ونجحت فى إطلاق التيار الكهربائي على مستوى شبكة التوزيع، ثم تأمين التغذية الكهربائية للمناطق فى نطاق محطة محولات جزيرة الدهب.
كما أكد منصور عبد الغني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، أن العمل كان يسير على مسارين متوازيين خلال الأزمة، الأول هو إصلاح العطل القائم، والثاني هو تأمين مصدر تغذية كهربائية إضافي يمنع تكرار المشكلة مستقبلا.
من جانبها، أعلنت محافظة الجيزة، في بيان رسمي، أن غرفة العمليات بالمحافظة تابعت الموقف لحظة بلحظة بالتنسيق مع وزارة الكهرباء، حتى تم إعلان انتهاء الأزمة بشكل كامل، بعودة التيار الكهربائي إلى المناطق المتضررة، واستئناف عمل محطات مياه الشرب.
وأشادت المحافظة بدور فرق الطوارئ وشركات المقاولات التي ساهمت في تسريع أعمال الإصلاح، مؤكدة بدء تنفيذ خطة فنية لتدعيم محطة جزيرة الذهب، من خلال إنشاء خط بديل وزيادة قدرة المحطة الاستيعابية، كجزء من خطة الوزارة لتحسين كفاءة البنية التحتية لشبكات الكهرباء في محافظة الجيزة.