
التقسيط حلال والذبح فى بلاد أخرى بشروط..
تشهد الأيام الحالية قبل حلول عيد الأضحى المبارك، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأضاحي، بنسب تتراوح مابين ١١ إلى و٣٠% عن العام الماضي، وبادرت العديد من الجمعيات الخيرية بطرح الحلول والسبل الجديدة للتيسير على الراغبين في أداء هذه الشعيرة، ومنها شراء أضحية بالتقسيط أو الاشتراك فى صك الأضحية ، أو شراء أضحية في دول أخرى بسعر أرخص ووكالة ذبحها وتوزيع لحومها لفقراء هذه الدول عن طريق المؤسسات والجمعيات الأهلية .
وحول صحة أداء شعيرة الأضحية بهذه الطرق فى ظل الارتفاع الجنوني فى الأسعار، يقول الدكتور على فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأضحية أعظم شعائر عيد الأضحى المبارك، بل أساسها ولكن “لايكلف الله نفسا الا وسعها”، فالأضحية سُنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهى جائزه للمستطيع فقط أما الغير قادر فلاحرج عليه، ولا مانع شرعا أن يضحى المسلم عن طريق القسط، لكن ذلك ليس واجبا عليه وسوف يجازيه الله سبحانه وتعالى على نواياه، كما أنه لا يستحب الاقتراض من أجلها لمن لا يمتلك ثمنها ومن نال فعلها نال الأجر ومن تركها فلا إثم عليه، وفى حال إذا كان المضحى يعلم بقدرته على سداد المبلغ المقترض للذبح فيجوز شرعا على شرط ان يكون قرض حسن .
كما أجاز امين الفتوى بدار الافتاء المصرية اشتراك اكثر من شخص فى ذبح خروف الأضحية أو العجل، فى حالة خروج الأسعار عن الاستطاعة، وحتى لا يحرم المسلم من ثواب وفرحة الأضحية .
وحول ظهور بعض المواقع والصفحات التى تنادي بالذبخ فى بلاد اخرى كأفريقيا مثلا، يقول الشيخ علي أحمد رافت أمين الفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف انه لم يأتي في الكتاب الكريم بنص أو طريقه يختص فيها التصدق بشعب محدد، فالصدقة تجوز مادام التأكد من فقر المتصدق عليه وقسوة عيشته.
لكنه حذر من الجمعيات التى تروج لذبح الأضاحى فى تلك البلاد الفقيرة، لأن أغلبها تكون مصادر مجهولة بدون ترخيص، مؤكدًا على وصول العديد من الشكاوى إلى دار الافتاء حول تعرض العديد من المواطنين للنصب، كما أن هذه الجمعيات أو الصفحات يشوبها عدم الالتزام بالمعايير الشرعية سواء فى عمليات الذبح او التوزيع غير العادل ، كما أن الاقربون أولى بالمعروف ومن لم يقدر على ثمن الأضحية بمفرده فيجوز الاشتراك فى صك الأضحية، ورغم ذلك يري أنه لا مانع من الذبح فى أى بلد آخر اذا تأكدنا من سلامة الأضحية ونحرها وفقا للطريقة الشرعية ووصول لحومها للفقراء والمحتاجين في هذه الدول .
وأكد الدكتور عبد الحميد متولى رئيس الجامعة الإسلامية بأمريكا اللاتينية ومن علماء الازهر الشريف، أن “صك الاضحية” فكرة أثارتها الجمعيات الخيرية، بالإنابة عمن يرغب في تطبيق الشعيرة ولكنه غير قادر بمفرده، فهي تقوم بشراء الأضاحى وتوزيعها حسب الشرع .
ويؤكد “متولى” جواز هذه الفكرة، خاصة فى ظل الارتفاع المتزايد لأسعار الأضاحى، كما يجوز للمضحى ان يشترى صك الأضحية عن طريق تلك الجمعيات ، وهى تقوم بالإنابة عنه فى الشراء والذبح والتوزيع على الفقراء، ولكن لابد أن تكون تلك الجمعيات على قدر كبير من الثقة والالتزام بآداب الأضحية وشروطها وأنه يجب النحر بعد صلاة العيد لا قبلها، حيث الذبح قبلها مخالف للسنة ويخرجها عن الاضحية، كما يجب التأكد من وصول الأضحية للفقراء والمحتاجين حيث لهم الأولوية ثم الأقربيين.