يزداد الوضع في سوريا قتامة وخوف من المجهول مع دخول اليوم الثاني على سقوط نظام بشار الأسد وهروبه إلى روسيا التي منحته حق اللجوء لدواعٍ إنسانية، فما إن أعلنت الفصائل المسلحة دخول العاصمة دمشق وإسقاط نظام الأسد، حتى استغلت إسرائيل الفرصة وسارعت للتوغل في جنوب سوريا واحتلت جبل الشيخ والمناطق المحيطة به، ليبدأ الصراع الدولي على أشلاء سوريا التي مزقتها الحرب المتواصلة منذ عام 2011.
وفي مقابل الهجمات الإسرائيلية العنيفة ضد الأراضي السورية، لم يصدر أي رد فعل فوري من الفصائل السورية التي تسابق الزمن لإعادة فرض الأمن في العاصمة دمشق، وتشكيل حكومة جديدة لإدارة البلاد بعد فرار بشار الأسد.
وكشفت وسائل إعلام سورية عن تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.
جاء ذلك بعد اجتماع بين قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع ورئيس الوزراء محمد الجلالي ورئيس حكومة الإنقاذ محمد البشير بهدف تحديد ترتيبات نقل السلطة وتجنب دخول سوريا في حالة فوضى.
احتلال جبل الشيخ
ومن هضبة الجولان السورية المحتلة، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعلن انهيار اتفاقية فصل القوات بين إسرائيل وسوريا لعام 1974، بزعم انسحاب قوات الجيش السوري من مواقعها. وطالب قواته بالسيطرة على منطقة جبل الشيخ لضمان أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني الكيان الصهيوني، على حد قوله.
وفي كلمته، وصف نتنياهو الوضع الحالي في سوريا بأنه “يخلق فرصًا جديدة ومهمة جدا لدولة إسرائيل، لكنها أيضا لا تخلو من المخاطر”.
ليلة سقوط بشار الأسد
كان التلفزيون الرسمي السوري أعلن، أمس الأحد، سقوط نظام بشار الأسد، وبث التلفزيون شاشة حمراء كُتب عليها: “انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد”، وجاء إسقاط نظام الأسد عقب اشتباكات بين الفصائل السورية والجيش السوري على مدار 12 يومًا.
وبث التلفزيون السوري، بيانًا للعمليات العسكرية، حثّ فيه الشعب السوري على “ضرورة الحفاظ على جميع ممتلكات الدولة السورية وعدم الاقتراب من المؤسسات العامة التي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السوري حتى يتم تسليمها رسميًا”.
إسرائيل المستفيد الأول
يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، غاراته العنيفة على مخازن الأسلحة في سوريا، حيث استهدف اليوم الاثنين، مخزنًا للصواريخ في منطقة القلمون بريف دمشق، حيث تأتي هذه الهجمات ضمن سلسلة ضربات واسعة نفذتها إسرائيل خلال الساعات الماضية.
ولم تكتف إسرائيل بذلك، فقد شنت قوات الاحتلال الجوية في الساعات القليلة الماضية غارات استهدفت نحو 100 موقع في سوريا، تضمنت مواقع استراتيجية، وأنظمة صواريخ متقدمة، وأنظمة دفاع جوي ومستودعات أسلحة، ومنشآت لتصنيع الذخائر، إضافة إلى مخازن الأسلحة الكيميائية ومصانع ومعاهد بحثية عسكرية، بحسب وسائل إعلام عبرية.
انهيار اتفاق فش الاشتباك
وبعد سقوط حكم الأسد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، انهيار اتفاق “فض الاشتباك” للعام 1974 مع سوريا بشأن الجولان، وأمر جيش الاحتلال بـ”الاستيلاء” على المنطقة العازلة حيث تنتشر قوة الأمم المتحدة.
واحتلت تل أبيب القسم الأكبر من مرتفعات الجولان خلال حرب العام 1967 ثم ضمتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ومنذ العام 1974، كانت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم “يوندوف”، تنظم دوريات في المنطقة العازلة.
الأوضاع في سوريا أمام مجلس الأمن
ويعقد مجلس الأمن الدولي الإثنين جلسة مغلقة لبحث التطوّرات في سوريا، بناء على طلب روسيا الحليف الرئيسي للأسد، بينما أكد الكرملين أنّ “من الضروري” مناقشة وضع القاعدتين الروسيتين في سوريا مع السلطات المستقبلية.
وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أنّ “عملية الانتقال السياسي يجب أن تضمن مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة ومحاسبة المسؤولين عنها”، مضيفا “يجب اتخاذ كل التدابير لحماية جميع الأقليات وتجنب الأعمال الانتقامية”.