يضم جبل المقطم قصص لا تنتهي ،ولا يرتبط الأمر فقط بأن سفحه يضم رفات مئات من الصحابة والتابعين والصالحين، إذ جعلته طبيعته الانعزالية أيضا مكانَ تعبُّد ولعل أشهر مَن تعبَّد بين أودية المقطم ثم دُفن في سفحه عمر بن الفارض ، فلا يزال ضريحه ومسجده يربضان بين أحضان الجبل.
وقرر وزير السياحة والآثار أحمد عيسي، تطوير ورفع كفاءة السفح العظيم الذي يضم مقابر الصحابة وآل البيت والصالحين .
واكد وزير السياحة والآثار الاجتماع على أهمية هذا المشروع لما تتمتع به المنطقة التي تضم المقابر من دلالة تاريخية وأثرية ودينية، فضلاً عن كونها جزء من النسيج العمراني للقاهرة القديمة، أحد المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
كما وجه الوزير بتشكيل لجنة علمية أثرية فنية، برئاسة جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة؛ لإعداد دراسة كاملة حول تلك المقابر الواقعة أسفل سفح جبل المقطم، ووضع تصور كامل لمشروع التطوير بما يتماشى مع قيمتها الأثرية والحضارية ومتابعة مسار زيارة هذه المقابر.
واطلع الوزير، عبر عرض تقديمي تضمنه الاجتماع، على ما تضمه المنطقة من مقابر تخص الصحابة وآل البيت، والصالحين والصوفية، والعلماء ورجال الدولة من عصر أسرة محمد على، بالإضافة إلى عدد من المساجد، والقباب، والأضرحة والمشاهد، التي من بينها مسجد وقبة الإمام الشافعي، وقبة الإمام الليث وحوش الباشا وغيرها.
وتحتوي منطقة سفح المقطم كذلك على آثار ترجع لأکثر من ألف عام، وعقب الفتح الإسلامي لمصر اختارت قبیلة بنو قرافة وهي إحدى القبائل المصاحبة لعمرو بن العاص عند قدومه لمصر جبل المقطم کمدافن لهم، ومن هنا جاءت تسمیة المقابر بالقرافة.
ویضم جبل المقطم رفات العدید من الصحابة وأولیاء الله الصالحین مثل: عمرو بن العاص، وعبد الله بن الحارس الزبیدی، وابن حذافة السهمي، والإمام الشافعي، وأحمد بن طولون، وعمر بن الفارض وابن حجر العسقلاني وعدد من عائلة محمد علي.
وتحتوي القرافة الكبرى على مجموعة من المساجد، منها مسجد التنور، ومسجد دکة القاضي، ومسجد موسى، ومسجد الدیلمي ومسجد القرافة بالإضافة إلى مجموعة من الأربطة منها رباط الأندلس ورباط الأشرف، فضلا عن بعض الجواسق کجوسق العزیز وابن کرامة.