عالم

السودان.. 70 حالة وفاة جراء الكوليرا في الخرطوم 

أفادت وزارة الصحة في السودان بأن 70 شخصًا قد لقوا حتفهم جراء تفشي مرض الكوليرا في العاصمة الخرطوم، يأتي هذا في ظل مواجهة المدينة لتفشٍ متسارع للوباء، والذي يتزامن مع تدهور حاد في الخدمات الأساسية.

ووفق بيان وزارة الصحة في ولاية الخرطوم، بلغ إجمالي الوفيات المبلغ عنها في ولاية الخرطوم 70 حالة، وسُجلت 942 إصابة جديدة و25 وفاة خلال الليلة الماضية وأقرت وزارة الصحة خطة تتضمن افتتاح 250 مركز إيواء ضمن النطاق السكني للأحياء، وذلك في إطار الاستجابة الطارئة لمعالجة الحالات المصابة بالكوليرا محلياً.

وتأتي هذه التطورات في ظل أوضاع إنسانية كارثية، حيث أفاد تقرير سابق بأن 51 شخصًا قد توفوا بالكوليرا خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر مايو، في بلد يعاني من تداعيات الحرب المستمرة، التي أدت إلى نزوح ما يقرب من 70% من السكان، بينما خرجت 90% من محطات ضخ المياه عن الخدمة، وفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ودقت نقابة أطباء السودان ناقوس الخطر، محذرة من أن الأعداد الحقيقية للوفيات قد تكون أعلى بكثير، ومرجحة وجود مئات الوفيات في العاصمة وحدها.

وأشارت النقابة إلى أن مستشفيات الخرطوم تعاني من نقص حاد في المحاليل الوريدية ومصادر المياه النظيفة، فضلاً عن غياب شبه تام لأجهزة التعقيم.

في سياق متصل، تسببت الضربات التي نفذتها قوات الدعم السريع مؤخرًا باستخدام طائرات مسيّرة في استهداف ثلاث محطات كهرباء بولاية الخرطوم، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام، وقد تأثرت بذلك محطات معالجة المياه، وفقًا لمنظمة “أطباء بلا حدود”.

طبيعة الوباء وتفاقم الأزمة

على الرغم من أن الكوليرا تُعد مرضًا متوطنًا في السودان، إلا أن الحرب المستمرة والانهيار الشامل في القطاع الصحي قد ساهما في جعل التفشي الحالي أكثر حدة وخطورة، وتنتقل العدوى عادة عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الكوليرا، وقد تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات إذا لم تُعالج.

الاستجابة والنداءات العاجلة

مع تزايد أعداد المصابين، أطلق متطوعون نداءات عاجلة للكوادر الطبية ذات الخبرة لدعم الفرق الصحية في المستشفيات، وقد صرح أحد المتطوعين بأن أعداد المرضى تفوق قدرة المؤسسات الصحية، وأن كثيرًا منهم يُعالجون في ممرات المستشفيات نظرًا لامتلاء الأسرة.

تأثير الصراع على المنشآت الصحية

لقد أجبرت الاشتباكات المسلحة ما يصل إلى 90% من مستشفيات البلاد على الإغلاق المؤقت، وفقًا لنقابة الأطباء، كما ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 70 إلى 80% من المرافق الصحية في المناطق المتأثرة بالحرب أصبحت خارج الخدمة.

الأزمة الإنسانية الشاملة

تستمر الحرب، التي دخلت عامها الثالث، في التسبب بكارثة إنسانية واسعة النطاق، حيث أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في نزوح نحو 13 مليون شخص، وسط ما وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية قائمة في العالم”.

جهود المكافحة

في محاولة للحد من انتشار الوباء، أعلن وزير الصحة السوداني عن توزيع جرعات تطعيم ضد الكوليرا في جميع الولايات المعرضة للخطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *