يواصل الذهب تألقه في السوقين المحلية والعالمية خلال عام 2025، مدعومًا بتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل اضطرابات سياسية وتجارية واسعة النطاق. في مصر، ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ، لتسجل مكاسب تاريخية منذ بداية العام، بينما دفعت التوترات الجيوسياسية والمخاطر الاقتصادية العالمية المعدن الأصفر إلى تحقيق مستويات قياسية في الأسواق الدولية.
ووفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية بنسبة 0.4% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بالتوازي مع صعود الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 0.5%، مدفوعة بتراجع الدولار وزيادة المخاوف من تصاعد الحروب التجارية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن سعر جرام الذهب عيار 21 ارتفع بنحو 20 جنيهًا خلال الأسبوع، ليفتتح التداول عند 4640 جنيهًا ويختتمه عند 4660 جنيهًا. كما زادت الأوقية عالميًا بمقدار 18 دولارًا، من 3337 إلى 3355 دولارًا.
وبلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5326 جنيهًا، وعيار 18 نحو 3994 جنيهًا، في حين وصل سعر عيار 14 إلى 3107 جنيهات، وسجل الجنيه الذهب مستوى 37,280 جنيهًا.
وأشار إمبابي إلى أن السوق المحلي شهد حالة من الاستقرار النسبي في تعاملات السبت، بالتزامن مع عطلة البورصات العالمية، حيث افتتح عيار 21 التعاملات عند 4660 جنيهًا، ليتراجع مؤقتًا إلى 4650 جنيهًا، قبل أن يعاود الإغلاق عند نفس مستوى الافتتاح.
وتُظهر بيانات «آي صاغة» أن أسعار الذهب في مصر قفزت بنحو 25% منذ بداية 2025، محققة زيادة قدرها 920 جنيهًا للجرام عيار 21، إذ افتتح العام عند مستوى 3740 جنيهًا، ووصل إلى 4660 جنيهًا في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي. في المقابل، ارتفعت الأوقية في السوق العالمية بنسبة تقترب من 28%، وبقيمة 731 دولارًا، إذ بدأت العام عند 2624 دولارًا، ولامست ذروة تاريخية بلغت 3500 دولار في أبريل، قبل أن تختتم الأسبوع الأخير عند 3355 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن قرار الحكومة المصرية بخفض قيمة الجنيه أمام الدولار كإجراء لمواجهة التضخم وشح العملة الأجنبية ساهم في ارتفاع أسعار الذهب محليًا، بالتزامن مع صعود الأوقية عالميًا. وجاء هذا الصعود مدعومًا بتزايد المخاطر الجيوسياسية، واتجاه البنوك المركزية العالمية لزيادة احتياطياتها من الذهب، إلى جانب ضعف الدولار الأمريكي وتراجع الثقة به كعملة احتياطية مهيمنة، فضلًا عن الإجراءات الجمركية والتجارية المثيرة للجدل التي تتبناها إدارة الرئيس ترامب.
وأضاف إمبابي أن قرار ترامب الأخير بفرض رسوم جمركية بنسبة 35% على الواردات الكندية، ورفع الرسوم على معظم الشركاء التجاريين إلى ما بين 15% و20%، بالإضافة إلى فرض رسوم بنسبة 50% على واردات النحاس، يعزز من احتمالات استمرار صعود أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، في ظل توقعات بمزيد من التوترات في الأسواق العالمية.
على صعيد متصل، أكد أوستن جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أنه لا يرى مبررًا لخفض أسعار الفائدة بهدف تقليل الدين الحكومي، مشددًا على أن أولوية الاحتياطي الفيدرالي تتمثل في تحقيق استقرار الأسعار وتعزيز التوظيف.
وتترقب الأسواق خلال الأسبوع الجاري حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، أبرزها مؤشر التضخم الاستهلاكي لشهر يونيو، ومبيعات التجزئة، وطلبات إعانة البطالة، بالإضافة إلى تصريحات مرتقبة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قبل فترة التوقف عن العمل، المقررة في 19 يوليو.
ي
