تجارة وصناعة

الذهب يتراجع لأول مرة بعد 9 أسابيع من المكاسب.. تصحيح سلبي بضغط من تهدئة التوترات التجارية وتوقعات الفائدة

أنهى الذهب العالمي تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض، ليكسر سلسلة مكاسب استمرت 9 أسابيع متتالية سجل خلالها المعدن النفيس مستويات تاريخية غير مسبوقة. وجاء هذا التراجع في ظل عمليات جني أرباح واسعة وتصحيح سعري سلبي تزامن مع استقرار الأوضاع الجيوسياسية وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة.

سجلت أونصة الذهب تراجعًا بنسبة 3.3% خلال الأسبوع، بعد أن افتتحت التعاملات عند 4267 دولارًا للأونصة، لتصل إلى أدنى مستوى عند 4004 دولارات، قبل أن تغلق الأسبوع عند 4114 دولارًا للأونصة، وفقًا لتقرير شركة جولد بيليون للتحليل الفني.

ورغم الانخفاض الأسبوعي، إلا أن الذهب كان قد بلغ أعلى مستوى تاريخي له في بداية الأسبوع عند 4381 دولارًا للأونصة، قبل أن يتراجع بأكثر من 6% من تلك القمة، في إشارة إلى دخول الأسعار في موجة تصحيح بعد صعود طويل مدفوع بالتوترات العالمية.

تهدئة ترامب تقلص المخاوف الجيوسياسية

بدأت موجة الهبوط عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تبنّى لهجة تصالحية تجاه الصين، قائلاً إنه يتوقع التوصل إلى “اتفاق قوي وعادل” مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال القمة المقررة في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية اعتبارًا من 1 نوفمبر، ما تسبب سابقًا في توترات دفعت المستثمرين نحو الذهب.

كما ساهمت تصريحات المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، بشأن قرب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي، في تهدئة مخاوف الأسواق وتقليص الإقبال على الأصول الآمنة.

بيانات التضخم الأمريكية تدعم الفيدرالي

شهدت الأسواق يوم الجمعة الماضي تقليص الذهب لبعض خسائره عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي أظهرت تباطؤ مؤشر أسعار المستهلك الأساسي لشهر سبتمبر عن التوقعات.
ورغم ذلك، لم يكن تأثير البيانات كافيًا لوقف موجة البيع، لكنها عززت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيُقدم على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل يوم الأربعاء، مع احتمال خفض إضافي في ديسمبر.

و يُظهر الأداء الفني أن الذهب بحاجة إلى مزيد من التصحيح السعري قبل أن يستقر، إذ يُعد مستوى 4000 دولار للأونصة دعمًا رئيسيًا، وفي حال كسره قد تتسع الخسائر لتصل إلى مستوى 3850 دولارًا للأونصة.

و تتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي سيحسم اتجاه أسعار الفائدة للفترة المقبلة، إلى جانب اللقاء المرتقب بين ترامب وشي جين بينغ، والذي قد يرسم ملامح المرحلة القادمة في الحرب التجارية بين البلدين.
نتائج هذه الأحداث ستحدد إلى حد كبير مدى إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن أو استمرار الاتجاه التصحيحي للمعدن الأصفر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *