
سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم الجمعة، في طريقها لتحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ شهر ونصف، وسط تصاعد المخاوف المالية في الولايات المتحدة، والتي طغت على التفاؤل المحيط بالاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين.
وارتفع سعر أونصة الذهب بنسبة 1% ليصل إلى 3334 دولارًا، بعد أن بدأ تداولاته عند 3297 دولارًا، ويتداول حاليًا عند مستوى 3327 دولارًا للأونصة.
ويتجه الذهب لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 3.8%، ما يعوّض الخسائر التي مُني بها الأسبوع الماضي بفعل التفاؤل بشأن العلاقات التجارية الأمريكية الصينية، بحسب تقرير “جولد بيليون”.
وبدأت الأسواق هذا الأسبوع على وقع انخفاض في شهية المخاطرة، بعد أن أعلنت وكالة “موديز” خفض تصنيف الولايات المتحدة الائتماني، ما أدى إلى تراجع الطلب على السندات الأمريكية وزيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
وقد تلقى الدولار الأمريكي ضربة قوية نتيجة تزايد المخاوف من مستويات الدين المرتفعة ومبيعات سندات الخزانة، ما وضع العملة الأمريكية على مسار تراجع أسبوعي بنسبة 1.5% أمام سلة من العملات، وهو ما جعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى.
وسجلت وزارة الخزانة الأمريكية ضعفًا في الإقبال على بيع سندات بقيمة 16 مليار دولار لأجل 20 عامًا، في ظل توتر المستثمرين من خفض التصنيف الائتماني وتزايد أعباء الديون الأمريكية.
وفي تطور سياسي واقتصادي، أقر مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق، يتماشى مع أجندة الرئيس السابق دونالد ترامب، ويُتوقع أن يضيف تريليونات الدولارات إلى الدين العام.
كما استفاد الذهب من تدهور الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط، لا سيما التصعيد بين الكيان الصهيوني وإيران، رغم إعلان الولايات المتحدة عن جولة جديدة من المحادثات النووية مع طهران، مما هدأ بعض القلق في الأسواق.
ويتوقع أن يظل الذهب فوق مستوى 3000 دولار للأونصة، وسط استمرار الضغوط الجيوسياسية، وملف الديون الأمريكية، والرسوم الجمركية.
من جهة أخرى، أظهر تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 13 مايو، ارتفاعًا في عقود شراء الذهب الآجلة بمقدار 746 عقدًا، وارتفاعًا أكبر في عقود البيع بمقدار 2034 عقدًا، مما يعكس عودة اهتمام المستثمرين بالذهب كأداة تحوط بعد موجة التهدئة الأخيرة في أزمة الرسوم الجمركية.
الذهب في مصر: ارتفاع محدود رغم تراجع الدولار
على الصعيد المحلي، ارتفعت أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة، بعد تراجعها أمس، رغم قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي.
وافتتح الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا – تداولات اليوم عند 4665 جنيهًا للجرام، وانخفض بشكل طفيف إلى 4658 جنيهًا وقت كتابة التقرير، بعدما أغلق أمس عند 4630 جنيهًا بانخفاض 40 جنيهًا عن بداية الجلسة.
وجاء صعود الذهب المحلي مدعومًا بارتفاع الأسعار العالمية، إلا أن وتيرة الصعود بقيت محدودة بفعل تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، ما قلل من تأثير ارتفاع الأونصة عالميًا على السعر المحلي.
وقرر البنك المركزي أمس خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، في خطوة تعزز من جاذبية الذهب كأداة استثمار بديلة على المدى المتوسط، بعد أن أصبحت العوائد على الشهادات البنكية والسندات أقل جذبًا للمستثمرين.
لكن الخبراء يشيرون إلى أن أثر هذا التوجه قد يحتاج إلى وقت ليظهر تأثيره الكامل على سوق الذهب المحلي، حيث تبقى التغيرات في السعر العالمي وصرف الدولار العاملين الأكثر تأثيرًا في المدى القصير.
توقعات قادمة لأسعار الذهب
يتحرك الذهب عالميًا في نطاق عرضي، مع مقاومة واضحة عند مستوى 3340 دولارًا للأونصة، وسط مؤشرات فنية ترجح إمكانية استمرار الصعود، بشرط تأكيد الإغلاق الأسبوعي فوق هذه المقاومة.
أما محليًا، فيحاول الذهب عيار 21 اختراق مستوى المقاومة عند 4670 جنيهًا، ويتداول حاليًا دونه في محاولة لتجميع الزخم اللازم لاختراقه صعودًا نحو 4700 جنيه للجرام.