سلايدرسوق المال

الذهب غنيمة الحروب العالمية

صعد على الأنقاض إلى مستويات تاريخية..

 

على وقع طبول الحروب والأزمات الجيوسياسية التي تهز أرجاء العديد من المناطق الحيوية على مستوى العالم، وجد الذهب في هذه الظروف الفرصة للصعود إلى مستويات عالية، خاصة بعدما أصبح الملاذ الآمن الأكثر موثوقية على مستوى العالم.

وخلال تعاملات منتصف الأسبوع، لامس الذهب مستوى تاريخيًا الأسبوع الماضي، مع استمرار زيادة الطلب على الملاذات الآمنة بفعل التوترات الجيوسياسية المستمرة والقلق بشأن الرسوم الجمركية، وتصاعد الخلافات التجارية، وزيادة الآمال في خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة.

وحقق الذهب، الذي يعد الملاذ الآمن ضد المخاطر السياسية والتضخم، مكاسب بنحو 14% منذ بداية العام الحالي، وزادت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 2986.53 دولار للأوقية (الأونصة)، وتجاوز المعدن النفيس مستوى الثلاثة آلاف دولار للأوقية التاريخي ليسجل صعودًا قياسيًا عند 3004.86 دولار للأوقية.

هبطت ثقة المستهلك الأمريكي إلى أدنى مستوى في نحو عامين ونصف العام في مارس، وارتفعت توقعات التضخم وسط مخاوف من أن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، والتي أشعلت حربًا تجارية، ستعزز الأسعار وتقوض الاقتصاد.

وأحجم الرئيس الأمريكي عن التنبؤ بما إذا كانت الولايات المتحدة، قد تواجه ركودًا وسط مخاوف سوق الأسهم بشأن إجراءاته الجمركية على المكسيك وكندا والصين بشأن الفنتانيل.

وتسببت قرارات الرسوم الجمركية المتذبذبة في اضطراب بورصة “وول ستريت”، حيث يقول المستثمرون إنَّ التحركات المتقلبة من قبل إدارة ترامب بالتراجع عن فرض رسوم على الشركاء التجاريين، تسبب ارتباكًا بدلًا من استقرار الوضع.

ويتيح انخفاض التضخم مجالًا أكبر لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) لخفض أسعار الفائدة، وينتعش الذهب الذي لا يدر عائدًا في ظل انخفاض أسعار الفائدة.

وإذا أجبرت ضغوط الأسعار المتزايدة البنك المركزي الأمريكي على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، فربما يفقد الذهب جاذبيته لأنه من الأصول التي لا تدر عوائد.

كما استمرت التوترات الجيوسياسية، مع توعد الولايات المتحدة بمواصلة مهاجمة الحوثيين في اليمن؛ حتى ينهوا هجماتهم على السفن، بينما أدت الضربات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل 15 فلسطينيًا على الأقل في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأرجع كلفن وونج، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا، الارتفاع الأخير في أسعار الذهب إلى مخاوف الركود التضخمي، خاصة في ظل استمرار الرئيس الأمريكي في التلويح بورقة الرسوم الجمركية، وتهديده بتطبيق المزيد منها ضد العديد من البلدان المهمة اقتصاديًا.

وفي هذا الصدد، قال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة كيه.سي.إم تريد: “يتحرك الذهب بنمط التماسك قبل صدور الدفعة التالية من بيانات التضخم في الولايات المتحدة”.

وأضاف: “أتوقع أن يظل الذهب من الأصول المفضلة في ظل قلق المستثمرين بشأن حروب الرسوم الجمركية وتباطؤ النمو، لذا، يظل اتجاه الذهب صعوديًا نظرًا لاستمرار دراما الرسوم الجمركية”.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي إلى زيادة التضخم وحالة الضبابية الاقتصادية، كما من المتوقع أن يكون للرسوم الجمركية تأثير مباشر على الذهب خلال الأشهر القليلة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *