عالممصر

الدَّرج العظيم بالمتحف المصري الكبير.. بانوراما فنية تحكي قصة مصر عبر آثارها الخالدة

يشكّل الدَّرج العظيم في المتحف المصري الكبير أحد أبرز محطات داخل هذا الصرح الثقافي والتاريخي الضخم، إذ يحتضن مجموعة فريدة من التماثيل الملكية والرموز المقدسة التي تمثل مزيجاً مهيباً من القوة والفن والإيمان في الحضارة المصرية القديمة.

في مقدمة الدرج، يقف تمثال المعبود “بتاح، والملك رمسيس الثاني، والمعبودة سخمت”، وهو من أبرز القطع المعروضة.

اكتُشف التمثال عام 1904 قرب فناء معبد الإله “حرشف” في هيراكليوبوليس ماجنا (إهناسيا المدينة)، ويجسد الملك “رمسيس الثاني” واقفاً بين المعبود “بتاح”، حامي الحرفيين في مصر القديمة، والمعبودة “سخمت”، إلهة الحرب، ويظهر الملك في وضع مهيب، يبرز تفاصيل جسده القوية ودقة النحت المصري القديم في إبراز الملامح التشريحية والرمزية معاً، ويرتدي التاج الأزرق، ويحمل عصا “الحكا” رمز الحكم، فيما تمتد يده لتلامس يد المعبودة “سخمت” في مشهد يجسد وحدة الملك والآلهة في حماية الدولة.

تمثال المعبود "بتاح، والملك رمسيس الثاني، والمعبودة سخمت"

ومن القطع اللافتة أيضاً تمثال المعبودة “سخمت” على هيئة لبؤة، التي ارتبطت بالنار والدمار، لكنها كانت أيضاً رمزاً للحماية والشفاء، ولقد أمر الملك “أمنحتب” الثالث بإقامة مئات التماثيل لها في معبده الجنائزي بطيبة، ونُقل عدد منها لاحقاً إلى معبد المعبودة موت بالكرنك.

لمعبودة "سخمت"

كما يُعرض على الدرج تاج عمود “حتحوري” المصنوع من الجرانيت الأحمر، والذي اكتُشف عام 1892 بمنطقة منديس الأثرية (تل الربع) شرق الدلتا، ويُصوّر التاج رأس المعبودة حتحور، يعلوه قرص الشمس وثعبان الكوبرا، في تصميم يدمج بين الرمز الديني والعمارة المهيبة، ويُعتقد أن العمود كان جزءاً من صالة أساطين ضخمة في معبد مرتبط بجبانة الكباش المقدسة بمنديس.

تاج عمود "حتحوري"

أما قمة مسلة الملكة “حتشبسوت” فهي من أروع شواهد هذا المعرض الفريد، حيث صُنعت من الجرانيت الأحمر، وكانت في الأصل جزءاً من مسلة أقامتها الملكة الشهيرة في معبد آمون رع بالكرنك،و اكتُشفت عام 1861 خلف صالة الاحتفالات التي بناها “تحتمس الثالث”، وتظهر عليها آثار تعديل لاحق أزال اسم “حتشبسوت” وعدّل ملامح المنظر الأصلي.

مسلة الملكة "حتشبسوت"

وبهذه المجموعة الفريدة من القطع الأثرية الملكية، يقدم الدرج العظيم بالمتحف المصري الكبير نموذج فريد يربط الزائرين بجوهر الحضارة المصرية القدمية، حيث تتلاقى القوة والجمال والقداسة في مشهد واحد يجسد روح مصر التي لا تنطفئ عبر العصور.

اقرأ أيضا: البهو العظيم في المتحف المصري الكبير.. الملك رمسيس الثاني يستقبل الزوار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *