سلايدرملفات وحوارات

الحكومة تراهن على “الحصان الرابح” وسط منافسة شرسة وتحديات كبيرة

حملت الأيام الماضية مؤشراتٍ قوية على أن الحكومة الجديدة، تولي اهتمامًا كبيرًا بقطاع السياحة، التي يعوّل عليها كأحد موارد النقد الأجنبي في البلاد.

فقد وافق مجلس الوزراء، على مبادرة لدعم قطاع السياحة الجديدة، بتمويل قدره 50 مليار جنيه، يوم الأربعاء الماضي، ثم التقى وزير السياحة والآثار شريف فتحي، يوم الأحد، ليستعرض معه المسودة الأولى لاستراتيجية عمل الوزارة خلال الفترة المقبلة.

تمويل وتشجيع

تستهدف الحكومة تشجيع قطاع السياحة على الإسراع في التوسع في الاستثمار في بناء الغرف الفندقية، ضمن مُبادرة دعم القطاعات الإنتاجية.

بموجب المبادرة الجديدة، يُحدد حجم الائتمان المتاح لكل شركة بناءً على حجم أعمالها والقواعد المَصرفية المُنظمة، على ألا يتجاوز الحد الأقصى لتمويل العميل الواحد مليار جنيه أو مليارين للعميل الواحد والأطراف المرتبطة به، وذلك من خلال بنكين فقط كحد أقصى في إطار المبادرة.

ويُوجّه المبلغ الخاص بمبادرة السياحة الجديدة، وحده الأقصى 50 مليار جنيه، إلى الشركات العاملة في القطاع السياحي شريطة الحصول على موافقة مسبقة من وزارة السياحة والآثار.

والهدف من ذلك التمويل، بناء وتشغيل غرف فندقية جديدة شاملة التوسعات في مشروعات قائمة، أو الاستحواذ على مبنى مغلق بغرض تحويله لمنشأة فندقية، مع إمكانية استكمال أي إنشاءات أو تجهيزات، أو تشطيبات لذات المبنى في إطار المبادرة، وبشرط عدم حصول المبنى على رخصة تشغيل فنادق سابقا.

30 مليون سائح

يأتي ذلك في ضوء استراتيجية وزارة السياحة والآثار بالعمل على تحقيق مستهدفات الدولة لجذب 30 مليون سائح، وحيث يتطلب تحقيق المستهدف إضافة طاقة فندقية إلى الطاقة القائمة حاليا، تتراوح من 240 ألف إلى 250 ألف مفتاح، لاستيعاب الزيادة المستهدفة في أعداد السائحين.

وزير السياحة، خلال لقائه مع رئيس الوزراء، أوضح أن استراتيجية عمل الوزارة خلال المرحلة المقبلة تستهدف جعل مصر المقصد السياحي الأكثر تنوعاً على مستوى العالم، وذلك بالنظر لما تمتلكه من كنوز أثرية وتاريخية زاخرة، فضلا عن المقومات والإمكانات الطبيعية، التى تجذب السائحين من مختلف أنحاء العالم.

وبحسب الوزير، تتضمن الاستراتيجية العمل على قيادة صناعة السياحة لتحقيق الأمن الاقتصادي والسياحي، فضلا عن الجهود الخاصة بدعم وتحسين وتعزيز مناخ الأعمال، ووضع الخطط والرؤى التى من شأنها تنمية الموارد البشرية بهذا القطاع الحيوي، هذا إلى جانب ما يتعلق بالرقابة والحوكمة لمختلف منظومات العمل بقطاع السياحة.

وتتضمن الاستراتيجية تحقيق الاستدامة فى القطاعين السياحي والأثري، والتوسع والتنويع للأسواق السياحية المستهدفة، إلى جانب تنويع الأنماط السياحية، بما يجذب مزيدا من الحركة السياحية.

وتهتم الاستراتيجية بملف التحول الرقمي، من خلال العمل على ميكنة خدمات تراخيص شركات السياحة والمنشآت الفندقية والسياحية، وخدمات شراء التذاكر وإصدار تصاريح دخول المواقع الأثرية والمتاحف، والربط مع الجهات الخارجية، (الحكومية والقطاع الخاص) لتوفير قواعد بيانات شمولية، إلى جانب تحفيز مطوري البرمجيات في مجال السياحة والسفر، ورفع كفاءة بنية الاتصالات في المنشآت الفندقية والمواقع الأثرية والمتاحف، وإتاحة نظام معلومات مركزي لتسجيل القطع الأثرية.

وتستهدف الاستراتيجية التخطيط للتسويق السياحي بفكر اقتصادي يراعي موسمية حركة السياحة، والتعاون مع الجهات المعنية لتوفير الطاقة الجوية الناقلة إلى مصر، إلى جانب التوسع في عقد الشراكات مع القطاع الخاص لتقديم وتشغيل الخدمات بالمواقع الأثرية والمتاحف.

رسالة طمأنة

خلال اللقاء، تناول الوزير المعدلات الخاصة بحركة السياحة الوافدة من مختلف دول العالم، لافتا إلى جهود التوسع فى إقامة المزيد من الغرف الفندقية، بما يسهم فى استيعاب أعداد السائحين المستهدف استقبالهم خلال الأعوام المقبلة.

من جهته، أكد رئيس الهيئة العامة لتنشيط السياحة، عمرو القاضي، أن الحرب الدائرة في قطاع غزة، أثرت في السياحة على مستوى العالم، إلا أن مصر بعثت برسالة طمأنة إلى العالم كله بأنها آمنة ومستقرة، من خلال رسائل دعم ترويجية، ما أدى لاستقبال أكثر من 12 مليون سائح من 80 دولة، منذ أكتوبر الماضي حتى اليوم.

ولفت القاضي، إلى أن أكثر السائحين الذين يزورون مصر من ألمانيا وثانيا روسيا وثالثا المملكة العربية السعودية ورابعا إنجلترا، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من السائحين القادمين من البرازيل.

وأضاف أن الدولة تستهدف استقبال 30 مليون سائح، وتجهيز 400 ألف غرفة في أثناء عام 2028، مؤكدا أن هناك تحديات كبيرة بسبب الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة.

وأوضح رئيس الهيئة العامة لتنشيط السياحة، أن الوزارة تعتمد في الترويج لمصر سياحيا على وجود منتجات سياحية مختلفة (علاجية، استشفاء، اليخوت، الجولف، الغوص، الآثار، الدينية)، لافتا إلى أن أفضل شواطئ مصر تركزت في البحر الأحمر، وأفضل أوقات السياحة في فصل الشتاء، خاصة للسائح الأوروبي القادم من الظروف الجوية شديدة البرودة.

نحو العلمين

على وجه خاص، نجحت مدينة العلمين الجديدة في جذب أعداد متزايدة من السياح والزوار، والتفوق على العديد من المقومات والوجهات السياحية التقليدية المعروفة في المنطقة، وفقا للعضو في غرفة شركات السياحة والسفر، محمد فاروق.

وأضاف فاروق أن التوقعات تشير إلى استمرار التوسع والانتعاش السياحي في المنطقة، ليس فقط في العلمين وإنما في مجمل المنطقة الممتدة حتى رأس الحكمة، والتي باتت تعد منطقة دولية مرموقة وعلامه تجارية معروفة عالميًا.

وأعلن رئيس الهيئة العامة لتنشيط السياحة،  عمرو القاضي، أن “السعودية سيّرت رحلتين أسبوعيا للسياحة في العلمين الجديدة، وهناك دول أخرى مثل روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا والخليج ستأتي لمصر الشهر المقبل للساحل الشمالي”.

وتابع “نستهدف توفير فرص عمل كثيرة للشباب في قرى الساحل الشمالي”، موضحا “تحدثنا مع شركات السياحة والطيران الدولية لجذب السائحين”.

أرقام مبشرة

سجلت الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، العام الماضي (2023)، رقمًا قياسيًا بلغ 14.906 مليون، سائح وهو أعلى معدل للحركة في تاريخ السياحة في مصر، وفق بيان رسمي.

كما حقّقت مصر أعلى معدل في أعداد السائحين الوافدين خلال النصف الأول من العام الجاري وبلغ 7.069 مليون سائح، مما انعكس على زيادة أعداد الليالي السياحية، وتحقيق إيرادات قياسية قوامها 6.6 مليار دولار.

وكشف البنك المركزي، عن أداء ميزان المدفوعات خلال الفترة من يوليو إلى مارس من السنة المالية 2022 / 2023، والذي أظهر تضاعف فائض الميزان الخدمي ليسجل نحو 14.5 مليار دولار، للزيادة الملحوظة في كل من الإيرادات السياحية وحصيلة رسـوم المرور في قناة السويس.

وأكد البنك، في بيان، ارتفاع الإيرادات السياحية بمعدل 25.7% لتسجل نحو 10.3 مليار دولار، مقابل نحو 8.2 مليار دولار.

ونوه البنك، إلى ارتفاع عدد الليالي السياحية بمعدل 26.8% ليسجل نحو 110.5 مليون ليلة، وعدد السائحين الوافدين إلى مصر بمعدل 32% ليسجل نحو 10 ملايين سائح.

مشكلات وحلول

في المقابل، قال إيهاب عبدالعال، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن “لدينا مشكلات كثيرة تحتاج إلى حلول عاجلة بداية من وصول السائح”، مشددا على ضرورة “تضافر جميع الجهات في الدولة لتشجيع السياحة”.

وأوضح في تصريحات متلفزة أن “السائح يستغرق وقتا طويلا للانتهاء من إجراءات الخروج من المطار”، مضيفا أن “اللوجستيات داخل المطارات المصرية للأسف لم تصل إلى ما وصلت إليه الدول التي في نفس مستوى مصر مثل اليونان وتركيا”.

من جهته، شدد نقيب السياحيين، باسم حلقة، على ضرورة تنويع السياحة لكل أنواع السياح لتحقيق المستهدف، مع ضرورة تدريب العمالة في السياحة على حسن التعامل مع السائح.

كما نصح بالتوسع في تراخيص المحال والمقاهي والكافيهات بكل محافظة، مع زيادة الغرف الفندقية من خلال تقديم تمويلات للمستثمرين، ومراجعة المباني المغلقة واستغلالها كشقق فندقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *