
تشهد مصر خلال الفترة الحالية حالة من التقلبات الجوية الحادة، بالتزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، ما أثار تساؤلات المواطنين حول أسباب هذه الظواهر غير المعتادة ومدى ارتباطها بالتغيرات المناخية العالمية.
تأثير الحروب والتغير المناخي
أكد الدكتور تحسين شعلة، خبير البيئة والمناخ، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج كلمة أخيرة، أن الحروب والصراعات التي يشهدها العالم، مثل الصراع الإيراني الإسرائيلي، قد تؤثر بنسب معينة على النشاط الزلزالي، وكذلك على حدوث موجات ارتفاع في سطح البحر.
وأوضح شعلة أن ارتفاع حرارة البحر المتوسط والبحار عمومًا يساهم في زيادة حركة الأمواج، ما قد يشكل خطرًا على الملاحة والأنشطة الساحلية، فضلًا عن إمكانية التسبب في ظواهر بحرية مقلقة.
وأضاف أن هذه التغيرات قد تساهم في زيادة هجمات أسماك القرش، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة المياه واتجاه أسماك القرش للتوالد إلى اقترابها أكثر من الشواطئ، ما يرفع احتمالات ظهورها في مناطق قريبة من المصطافين، داعيًا إلى تكثيف الرقابة والتوعية لتجنب المخاطر.
طقس غير معتاد وظواهر استثنائية
من جانبها، أوضحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، خلال المداخلة نفسها، أن البلاد تشهد في هذه الفترة أمطارًا في توقيتات غير معتادة من العام، فضلًا عن تكوّن سحب رعدية، بالرغم من استمرار ارتفاع نسب الرطوبة.
وأكدت غانم أن درجات الحرارة ستواصل ارتفاعها خلال الأيام المقبلة، إذ من المتوقع أن تسجل 36 درجة مئوية كدرجة عظمى، بينما قد يصل الإحساس الفعلي بها إلى 40 درجة مئوية نتيجة تأثير الرطوبة العالية.
وشددت على أن هذه الظواهر الجوية غير التقليدية، بما في ذلك موجات الحر والأمطار الرعدية المفاجئة، تُعد من أبرز دلائل التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على المنطقة، ومصر بشكل خاص.
ودعت غانم المواطنين إلى اتباع تعليمات هيئة الأرصاد الجوية، مثل تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، ارتداء الملابس القطنية الفاتحة، وشرب كميات كبيرة من المياه، للحد من تأثير موجات الحر المرتقبة.