لليوم التاسع والسبعين على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي بمساندة أمريكية وأوروبية عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأسفر العدوان الإسرائيلي الغاشم، عن دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، واستشهاد 20 ألفًا و258 فلسطينيًا، وإصابة 53 ألفًا و688 آخرين، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية
ميدانيا، استشهد عدد من الفلسطينيين وجُرح آخرون في غارة شنتها اليوم الأحد، قوات الاحتلال على منزل في دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن قوات الاحتلال تستهدف بطائراتها الحربية، وقذائف مدفعيتها منازل المواطنين في بلدة جباليا، مضيفة أن قوات الاحتلال اقتحمت مدرسة الرافعي واعتقلت عدد من الشبان، وأخرجت النساء بقوة السلاح، وسط إطلاق نار بشكل كثيف.
وأضافت المصادر أن طائرات الاحتلال الحربية، أطلقت عشرات القنابل الدخانية والفسفورية على جباليا، ومنطقة الجرن، تزامنا مع محاولة تقدم قواتها الراجلة إلى وسط جباليا، مشيرة إلى أن عشرات الشهداء والجرحى ملقون في شوارع البلد، ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول لهم لتقديم العلاج للجرحى، ونقل الشهداء لدفنهم.
قصف مدفعي عنيف على وسط القطاع
ووسط قطاع غزة، كثفت مدفعية الاحتلال قصفها لمناطق واسعة شرق المحافظة الوسطى، كما أطلقت طائرات الاحتلال المروحية النار شرق دير البلح.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بانتشال 40 شهيدًا وعشرات الإصابات في قصف إسرائيلي على منازل بالمنطقة الوسطى من قطاع غزة منذ مساء أمس.
وجنوبًا، قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلة أبو العوف في مخيم كندا غرب مدينة رفح، ما أدى لإصابة عشرات المواطنين بجروح مختلفة. كما استشهد مواطن وأصيب و4 آخرون، جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة النبريص في خان يونس.
وقالت جمعية الهلال الأحمر، إن الطفل أمير رامي عودة (13 عاما) وهو أحد النازحين في مستشفى الأمل التابع الجمعية بخان يونس، استشهد إثر استهدافه بإطلاق النار عليه بواسطة طائرة مسيرة أثناء تواجده داخل مبنى المستشفى.
كما قصفت قوات الاحتلال منطقة معن شرق خان يونس ما أدى لاستشهاد مواطنين، وإصابة آخرين.
حرب غزة يمكن أن تُسقط “إسرائيل”
قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، إن العدوان على غزة، “سوء تقدير كبير لإسرائيل”، وبالإضافة إلى كونه “كارثة أخلاقية وعسكرية فهي تؤجج المقاومة وتعيد إشعال جمر الغضب في جميع أنحاء العالم العربي”.
وقال رئيس تحرير الموقع البريطاني الكاتب ديفيد هيرست، في مقال له، إن العدوان الإسرائيلي على غزة أدى إلى “تغيير منطقة الشرق الأوسط بالكامل كما وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن ليس على النحو الذي قد تستفيد منه حكومته أو الحكومات المستقبلية”.
وأضاف “هيرست” أنه “حتى الانتفاضتين الأولى والثانية، لم تحققا النجاح نفسه، الذي حققته حماس في غزة خلال الشهرين الماضيين”. ورأى أنه “من الممكن أن تكون نتيجة هذه الحرب حالة مستمرة من الصراع، الأمر الذي سيحرم إسرائيل من الادعاء بأنها أصبحت دولة عادية على النمط الغربي”.
وأشار هيرست إلى أن “ميتوت حماس (سقوط حماس) هو شعار باللغة العبرية، وهو هدف حكومة الحرب الإسرائيلية، وبعد شهرين من هذا التدمير يمكنهم أيضا تعديله ليصبح ميتوت إسرائيل، لأن هذا هو التأثير الذي قد تحدثه هذه الحرب”.