
أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الثلاثاء، في اجتماع استثنائي، سياسة الاحتلال الإسرائيلي بتحويل قطاع غزة إلى منطقة مجاعة، واصفًا إياها بـ”سلاح إبادة جماعية”، وطالب المجتمع الدولي بتحرك فوري لوقف العدوان، وكسر الحصار، وضمان وصول المساعدات، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها.
ودعا المجلس، إلى التنفيذ الفوري لقرارات القمة العربية والإسلامية بإنهاء الحصار على غزة، وفرض إدخال قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية الدولية، والسماح للمنظمات الدولية بالعمل بحرية وحماية طواقمها، مع التأكيد على دعم وكالة “الأونروا”.
كما حث المجلس المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، على الضغط على إسرائيل لفتح جميع المعابر وإدخال المساعدات فورًا لوقف “جريمة الإبادة الجماعية” بحق الشعب الفلسطيني.
ورفض المجلس بشكل قاطع أي آليات “إنسانية” مثل “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تفتقر للشرعية وتُستخدم كغطاء لسياسات عدوانية تحول المساعدات إلى أداة قمع وتجويع، وحمّل الجهات الراعية لهذه الآليات المسؤولية القانونية الكاملة عن الجرائم المرتكبة من خلالها.
واعتبر المجلس، سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني، والنقل الجبري، والتطهير العرقي، وخلق ظروف معيشية طاردة من خلال التدمير الواسع والعقاب الجماعي والتجويع ومنع وصول الغذاء والماء والدواء والمساعدات، بمثابة “صورة من صور جريمة الإبادة الجماعية” وفقًا لميثاق روما واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وأدان المجلس، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك ما جرى مؤخرًا للكنيسة اللاتينية في غزة، والذي أسفر عن سقوط ضحايا وأضرار جسيمة، كما أدان استمرار إسرائيل في اتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية وعقابية ضد دولة فلسطين، مثل احتجاز أموال الضرائب، بهدف تقويض عمل الحكومة الفلسطينية وشل قدرتها، وطالب بالإفراج الفوري عن هذه الأموال وتوفير شبكة أمان مالية عاجلة.
ورحب المجلس، بالبيان الصادر في 21 يوليو 2025 عن 28 دولة، من بينها 21 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، وسويسرا، واليابان، والنرويج، ونيوزيلندا، بشأن الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأثنى على ما تضمنه البيان من مطالب واضحة بإنهاء العدوان الإسرائيلي، ووقف سياسة الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، وفرض عقوبات على الاحتلال وقادته ومليشيات المستوطنين “الإرهابية”، وفي هذا الإطار، أكد المجلس على ضرورة الاعتراف الفوري بدولة فلسطين كخطوة قانونية وأخلاقية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
وأعرب المجلس، عن تضامنه مع المقررة الأممية الخاصة “فرانشيسكا ألبانيز” وغيرهم من مسؤولي المنظمات الدولية الذين يتعرضون لضغوط ومضايقات متزايدة نتيجة مواقفهم الداعمة للشعب الفلسطيني وفضحهم لجرائم الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل إسرائيل، ودعا المجتمع الدولي لمواصلة التحرك الميداني لفك الحصار عن قطاع غزة، مشيدًا بجهود المجتمع المدني في هذا الصدد.
وفي جانب آخر، رفض المجلس، بشكل قاطع أي محاولات لتغيير الوضع القائم في المسجد الإبراهيمي ومحيطه في البلدة القديمة بالخليل، وتقويض حرية الوصول إليه ورفع الأذان فيه، أو محاولات تدنيسه وتغيير معالمه، وحمّل المجلس قوة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن اعتداءاتها، مؤكدًا التمسك الكامل بالسيادة الفلسطينية على الحرم ومحيطه، باعتباره وقفًا إسلاميًا تديره وزارة الأوقاف الإسلامية، واعتبر المجلس محاولة تهويده جزءًا من سياسة الاحتلال الإسرائيلي لفرض السيطرة عليه، وطالب المجتمع الدولي بالدفاع عن قراراته وتفعيلها، خاصة قرار اليونسكو بإدراج الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر في عام 2017.
وأكد المجلس، على أن لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية ومواقع التراث، وأن هذا المخطط الإسرائيلي غير القانوني سيمثل خطوة غير مسبوقة في مساعي الاحتلال لتغيير الطابع الأصلي للموقع وطمس الهوية الحقيقية للشعب الفلسطيني، محذرًا من عواقب خطيرة على جميع المقدسات الدينية واستقرار المنطقة بأكملها.
وأدان المجلس جميع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الهادفة للسيطرة على أجزاء كبيرة من مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي، وفرض تغييرات جذرية استعمارية على واقعه التاريخي والقانوني، وحرمان الفلسطينيين من الوصول إليه، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إيجاد وسائل فعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين في الخليل، وإرسال بعثة رصد أممية عاجلة إلى المدينة وفقًا لقرارات لجنة التراث العالمي، كما طالب بإعادة عمل البعثة الدولية المكلفة بمراقبة وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في الخليل، ودعا المقررين الخاصين في الأمم المتحدة المعنيين بحرية الدين وحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى توثيق هذه الانتهاكات.
اقرأ أيضا: غزة.. جوع يفتك وقصف لا يتوقف وسط «صمت دولي» يدمي القلوب