صحة و مرأة

التهاب الغدد اللمفاوية.. إنذار مبكر من جهاز المناعة

يشكّل التهاب الغدد اللمفاوية إحدى الحالات الصحية التي تنبّه الجسم إلى وجود مشكلة داخلية تستدعي الانتباه والعلاج. فالغدد اللمفاوية، التي تُعد جزءًا أساسيًا من جهاز المناعة، تعمل كخط دفاع أول ضد العدوى، لكنّها في بعض الأحيان تصبح هي نفسها ساحة معركة.

ويحدث الالتهاب عندما تتفاعل الغدد مع عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية؛ مما يؤدي إلى تضخّمها وظهور الألم في مناطق مختلفة من الجسم مثل الرقبة أو الإبطين أو الفخذين. ويُعد هذا التفاعل مؤشرًا على أن الجسم يقاوم مسببًا مرضيًا أو اضطرابًا داخليًا.

ويصنّف الأطباء التهاب الغدد اللمفاوية إلى نوعين رئيسيين:

الأول موضعي يظهر في غدة واحدة أو مجموعة محددة قريبة من موقع العدوى، والثاني معمم يصيب عدّة مجموعات من الغدد في مناطق متفرقة، وغالبًا ما يرتبط بعدوى منتشرة في الدم أو بأمراض مناعية.

أما عن الأسباب، فتشمل العدوى البكتيرية مثل المكورات العنقودية والعقدية، والعدوى الفيروسية كفيروس الإنفلونزا أو إبشتاين بار، إضافةً إلى بعض الأمراض المزمنة أو الأورام التي قد تسبب تضخمًا مستمرًا في الغدد.

وتختلف الأعراض من حالة إلى أخرى، لكنها غالبًا تشمل تورمًا ظاهرًا في منطقة الغدة، ألمًا عند اللمس، ارتفاعًا في درجة الحرارة، وتعبًا عامًا في الجسم.

ويؤكد الأطباء، أن التشخيص المبكر عبر الفحص السريري وتحاليل الدم والتصوير بالأشعة يساعد على تحديد السبب بدقة ووضع خطة علاج فعّالة.

ويعتمد العلاج على المسبب الرئيسي، إذ تُستخدم المضادات الحيوية في الحالات البكتيرية، فيما تُمنح أدوية داعمة ومسكّنات في الحالات الفيروسية، مع توصية بالراحة وتناول السوائل لدعم جهاز المناعة. وفي بعض الحالات النادرة، قد يتطلّب الأمر تدخلًا جراحيًا إذا تكوّن خراج أو تبيّن وجود ورم.

ويحذّر المختصون من إهمال أعراض التهاب الغدد اللمفاوية، لما قد يسببه من مضاعفات مثل انتشار العدوى أو تليّف الغدد.

كما يشدّدون على أهمية مراقبة أي تورم غير طبيعي ومراجعة الطبيب فورًا، فالتشخيص المبكر يبقى المفتاح لتفادي تطور الحالة إلى مشكلات صحية أكثر خطورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *