
في عالم تتسارع فيه خطى الابتكار بالتعليم العالي، وتعاد صياغة مفاهيم التنمية برؤية جديدة، تأتي مبادرة “تحالف وتنمية” كجسر يربط بين البحث العلمي والصناعة، بين الأفكار الطموحة والتنفيذ الفعلي، وفي هذا الإطار تُطلق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هذه المبادرة، لتحويل مصر إلى مجتمع معرفي مستدام، حيث تُصبح الأفكار وقودا للتنمية، والشراكات، ومنصات لإطلاق إبداعات جديدة، والاستثمار في العقول هو الاستثمار الحقيقي في نهضة الوطن.
وتهدف مبادرة “تحالف وتنمية” إلى تعظيم مخرجات البحث العلمي وتحفيز الإبداع وريادة الأعمال على المستوى الإقليمي، من خلال شراكات فعالة بين مؤسسات التعليم العالي، ومجتمع الصناعة، ورواد الأعمال، والمستثمرين، كما يتم تحديد كل تحالف وفقًا لقطاع يتمتع بفرص نمو اقتصادي كبيرة، مع تنفيذ الأنشطة ضمن نطاق جغرافي معين، لتعظيم الاستفادة الاقتصادية وتعزيز بيئة الأعمال.
تحقيق اهداف استراتيجية
كما يرتكز تنفيذ السياسة التابعة للمبادرة على أربعة محاور رئيسية تشمل: إتاحة المواهب، نقل التكنولوجيا، التمويل، وتحسين بيئة العمل، إضافةً إلى ثلاثة محاور داعمة: بناء القدرات البحثية، تقليص الفجوة بين البحث والتطوير، وتنمية الابتكار، مما يساهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.
ولتحقيق اهداف الاستراتيجية الوطنية، يجب على التحالفات التي ترغب في الانضمام تحديد قطاعات العمل التي تستهدفها، بالإضافة الي وضع أهداف واضحة للتنمية الاقتصادية، كجذب الاستثمارات، توفير فرص عمل، زيادة الصادرات، وتعزيز التعاون بين البحث العلمي والصناعة، كما ينبغي إعداد موازنة واضحة لمدة ثلاث سنوات، تشمل مصادر التمويل وخطة لضمان استمرار أنشطة التحالف بعد انتهاء فترة الدعم.
كما تم تشكيل تحالفات التنمية من خلال دعوة تنافسية، حيث يحصل كل تحالف يتم قبوله على اعتماد لمدة ثلاث سنوات، يستفيد خلالها من التمويل والخدمات التي تقدمها المبادرة، ويتراوح إجمالي التمويل المخصص لكل تحالف بين 90 لـ 150 مليون جنيه، وذلك بمعدل سنوي من 25 إلى 60 مليون جنيه، يُصرف في شكل منح واستثمارات بالتعاون مع التحالف، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم ورش عمل متخصصة لتصميم بيئة ابتكار مستدامة، والاستفادة من المزايا النسبية، وتسريع ريادة الأعمال الإقليمية، مع توفير فرق استشارية لدعم كل تحالف.
معايير التقييم وقياس الأداء
يتم قياس نجاح التحالفات من خلال مجموعة من المؤشرات السنوية التي تعكس مدى تأثيرها، مثل معدل نمو الدخل والصادرات، عدد الوظائف الجديدة، حجم البرامج التدريبية والمشاركين فيها، حجم الاستثمارات والتمويلات، عدد الشركات الناشئة وإيراداتها، بالإضافة إلى عدد براءات الاختراع والأبحاث الناتجة عن التعاون بين الجامعات والصناعة.
وفي إطار تحقيق رؤية مصر 2030، من خلال دمج مفاهيم الجيل الرابع للتعليم العالي، التي تشمل التعليم، البحث العلمي، خدمة المجتمع، وريادة الأعمال، بهدف تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، خصصت وزارة التعليم العالي مليار جنيه من الجهات المانحة لدعم مبادرة “تحالف وتنمية”، وذلك لتمويل المشروعات البحثية، ودعم الصناعة، وتعزيز الابتكار.
وذكر الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي للبورصجية ان مبادرة تمثل تحالف وتنمية أحد اهم المبادرات الرئاسية في مجال التعليم العالي من اجل تشجيع الابداع والابتكار والبحث العلمي، والتي تتسق مع رؤية مصر 2030.
وكذلك مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، وتأتي أهمية تلك المبادرة من عدة جوانب تشمل :
1. انها مبادرة رئاسية تتبع رئاسة الجمهورية مما يوفر لها قوة التطبيق والتنفيذ.
2. انها تستهدف ربط البحث العلمي ومخرجاته في الجامعات بالمؤسسات الصناعية بما يكفل تطوير الصناعة المصرية في ضوء تأسيسها على نتائج الأبحاث العلمية.
3. تشجيع ريادة الأعمال من خلال خلق مجالات عمل جديدة توفر فرص عمل للشباب مما يسهم في تقليل البطالة
4. انها تهدف تحقيق التنمية المستدامة والتي تخدم الأجيال القادمة
5. ضخامة الميزانية المرصودة المبادرة والتي تقدر بحوالي مليار جنيه مما يوفر الامكانيات اللازمة للنجاح
6. تغطي سبعة اقاليم في مصر بما يضمن اقامة تحالفات تنموية تستفيد من الامكانيات التي تميز كل إقليم مما يحقق نموا اقتصاديا متوازيا ومتسارعا
وذكر شوقي ان تتعدد الفوائد التي يمكن أن تعود على الطلاب والباحثين من تلك المبادرة وتشمل إمكانية تدريب طلاب الجامعة في مصانع الشريك الصناعي بشكل ميسر ودون تعقيدات إدارية، كما من الممكن للباحثين اجراء ابحاثهم داخل المؤسسات الصناعية وإمكانية تمويل ابحاثهم من خلال تلك المبادرة.
وانه لا بد للطلاب والباحثين للاستفادة من تلك المبادرة الرئاسية التي ستوفر لهم فرص ممتازة للتدريب والبحث العلمي وريادة الأعمال، حيث أصبحت فرص التطور والنمو لا تعتمد على فرص العمل التقليدية المتاحة بل على توليد فرص جديدة وريادة أعمال جديدة
وفي تصريحات سابقة، أعلن الدكتور عادل عبد الغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي، أن الوزارة ستعقد لقاءات تقييمية مع التحالفات التي اجتازت مرحلة التقييم الأولي، حيث ستقدم كل مجموعة عرضًا لاستراتيجيتها، يليها توقيع عقود التنفيذ بعد إجراء التعديلات المطلوبة على الخطط المقدمة.