
شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لظاهرة رسم التاتو (الوشم) بين فئات مختلفة من الشباب والنساء، باعتباره وسيلة للتجميل أو للتعبير عن الهوية والشخصية. لكن خلف هذا المظهر الجمالي الجذاب، تختبئ مجموعة من المخاطر الصحية التي قد تهدد سلامة الجلد، بل وقد تمتد لتؤثر على صحة الجسم بالكامل.
ورغم تحذيرات الأطباء المتكررة، ما يزال الإقبال على التاتو في تزايد مستمر، خاصة في مراكز غير مرخصة، ما يزيد احتمالية التعرض للمضاعفات الخطيرة الناتجة عن استخدام أدوات ملوثة أو أصباغ غير آمنة.
ما هو التاتو؟
يُعرَّف التاتو بأنه عملية حقن أصباغ ملونة داخل طبقات الجلد بواسطة إبر دقيقة، بهدف رسم أشكال أو خطوط دائمة أو شبه دائمة. وغالبًا ما يُستخدم لأغراض تجميلية مثل تحديد الحواجب والشفاه، أو لأغراض فنية على مناطق مختلفة من الجسم.
ورغم بساطة مظهر العملية، إلا أن استخدامها لأدوات حادة وأصباغ كيميائية يجعلها عرضة للتسبب في التهابات وعدوى وأضرار طويلة الأمد.
أبرز أضرار التاتو الصحية
انتقال العدوى والأمراض الخطيرة
يُعد خطر انتقال أمراض مثل الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي من أخطر مضاعفات التاتو، خاصة عند استخدام الإبر لأكثر من شخص أو عدم تعقيمها بالشكل الصحيح.
الحساسية من الأصباغ
تحتوي بعض أنواع الأحبار على مواد قد تُسبب تهيجًا جلديًا أو حساسية، خصوصًا الألوان الحمراء والصفراء، ما يؤدي إلى الحكة والاحمرار بعد فترة قصيرة من إجراء الوشم.
تشوهات وندبات جلدية
يتعامل الجسم مع الحبر كجسم غريب، فيحاول طرده عبر التفاعل المناعي، مما يسبب ندوبًا وتشوهات قد تكون دائمة في المنطقة الموشومة.
الالتهابات الجلدية
حتى مع استخدام أدوات نظيفة، قد تحتوي الأصباغ على بكتيريا تسبب التهابات مؤلمة وتورمًا واحمرارًا، وقد تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا بالمضادات الحيوية.
مشكلات أثناء فحوص الرنين المغناطيسي
تحتوي بعض الأحبار على عناصر معدنية مثل الحديد، ما يؤدي أحيانًا إلى سخونة الجلد أو حروق أثناء فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي.
تغيّر لون الجلد مع الوقت
تتفاعل الأصباغ مع الجلد وأشعة الشمس، ما يؤدي إلى تغيّر لون الوشم وفقدانه لمظهره الجمالي بمرور السنوات.
المنع المؤقت من التبرع بالدم
يُمنع الأشخاص الذين أجروا تاتو حديثًا من التبرع بالدم لفترة قد تمتد لأشهر، للتأكد من خلوّهم من أي عدوى محتملة.
ويشدد الأطباء على أن رسم التاتو يجب أن يتم في مراكز مرخّصة ومعقّمة فقط، مع التأكد من استخدام أدوات جديدة لكل شخص. كما يُنصح بإجراء اختبار حساسية مسبق لأي نوع من الأصباغ قبل البدء بالإجراء.
ويبقى الخيار الأكثر أمانًا هو تجنّب الوشم تمامًا، حفاظًا على صحة الجلد والجسم، وتجنبًا لمضاعفات قد تكون خطيرة وغير قابلة للعلاج في بعض الحالات.





