أخر الأخبار الجانبيةحوادثمصر

البورصجية في لقاء مع “عم ميخائيل” بائع السمك الذي أنقذ 11 تلميذ من الغرق بأسيوط

في نجع رزيق على أطراف مركز أسيوط، يعيش ميخائيل عماد المعروف بين أهل قريته باسم “عم خليل”، رجل بسيط لا يملك من الدنيا سوى تروسيكل صغير يبيع من خلاله السمك ومنزل ريفي متواضع جدرانه من الطوب الأبيض وسقفه من الخشب والعروش حياته مليئة بالتعب والكفاح يخرج مع الفجر حاملاً صناديق السمك ويطوف القرى والنجوع ليكسب رزقه بالحلال.

وخلال لقائة مع “البورصجية” : بينما كنت في طريقي إلى السوق سمعت صرخات أطفال يستغيثون على قنطرة حواس بقرية سلام، إحدى عشر طفلا يتخبطون في الماء والمشهد مأساوي ولم أتردد لحظة لقيت ما بيدي وخلعت ملابسي على عجل ثم اندفعت نحو المياه بقلب بدون تراجع”.

واستكمل حديثه، قائلا:”غصت بين التيار أنقذ طفلًا تلو الآخر حتى أخرجت الاحدى عشر جميعًا إلى برّ الأمان وجلست على ضفة الترعة منهك الجسد والماء يقطر من ثيابي، بينما الأمهات يصرخن من الفرح ويحتضن أولادهن وهو يردد بهدوء الحمد لله الأطفال بخير”.

عاد عم ميخائيل إلى بيته المتواضع، سقف خشبي تتدلى منه مروحة قديمة، وجدران عارية إلا من بعض الصور والذكريات يعيش مع أسرته في بيت بسيط لا يقيه برد الشتاء ولا حر الصيف، لكنه يحتضن قلبًا من ذهب ورغم أنه لم يطلب مقابلًا كرمه الأهالي بشهادة تقدير رمزية حملها بفخر، قائلاً: “دي أغلى من أي حاجة أهم حاجة إن العيال عايشين”.

يقول أحد جيرانه: ىعم ميخائيل راجل جدع وطيب مكافح بالحلال لكن بيته محتاج يتطور وسقف الخشب مش آمن عليه ولا على أولاده وكمان محتاج تروسيكل بدل العجلة القديمة عشان يقدر يشتغل ويعيش ورغم قسوة الظروف”.

لا يزال عم ميخائيل يخرج كل صباح إلى رزقه مبتسمًا وكأنه لم يمر بمحنة وكأن الخير جزء أصيل من تكوينه لم تمنعه البساطة من أن يكون بطلًا ولم يمنعه الفقر من أن يعلّم الجميع أن الرجولة لا تُقاس بالمال بل بالمواقف.

يطالب أهالي القرية المسؤولين بالمحافظة ووزارة التضامن الاجتماعي، وكذلك الجمعيات الخيرية وبنوك الخير، بالنظر إلى حالة عم ميخائيل وتقديم الدعم اللازم له لتطوير منزله البسيط الذي لا يصلح للسكن الآمن ومساعدته في شراء تروسيكل يقتات منه بالحلال تكريمًا لبطولته وإنسانيته التي أنقذت أرواح إحدى عشرة طفلا من الغرق.

ومن جانبه، أعرب اللواء هشام أبوالنصر محافظ أسيوط عن تقديره البالغ للمواطن ميخائيل، مشيداً بما تحلى به من شجاعة وبسالة تجسد أسمى قيم الشهامة والمروءة، مؤكداً أن هذا الموقف يعبر عن الروح الأصيلة لأبناء أسيوط الذين لا يترددون في نجدة الغير وتقديم يد العون وقت الحاجة.

وقدم أبو النصر شهادة تقدير للمواطن عم ميخائيل عرفاناً ببطولته وإقدامه، مضيفاً أن المحافظة تفخر بكل نموذج إيجابي يسهم في ترسيخ معاني الانتماء والإخلاص داعياً الجميع إلى الاقتداء بمثل هذه المواقف التي تعلي من قيمة الإنسان وتعمق روح الانتماء للمجتمع.

وكان قد اهتز أهالي قرية منقباد بمركز أسيوط صباح يوم الاثنين الماضي بسبب سقوط تروسيكل يحمل أطفال في ترعة حواس واخذوا يصارعون الموت،وسط مشهد مهيب هز القلوب، حول صرخات ذويهم واقاربهم لم ينتظروا وصول قوات الحماية المدنية والإنقاذ وسارعوا بخلع ملابسهم والقفز في الترعة لإنقاذ التلاميذ من الغرق.

واسفر الحادث عن وفاة  5 أكفال ويتلقى 6 اخرين ي العلاج بمستشفى أسيوط الجامعي وأسيوط العام.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *