كشف الزلزال المزدوج الذي ضرب مناطق واسعة من جنوب شرق تركيا وشمال غرب سوريا على مساحة قُدرت بحجم النمسا عن حقائق وتساؤلات عدة حيث ضرب الزلزال جنوب شرق تركيا، وامتد إلى عشر مدن بها 4 مطارات دولية ومحلية، وكانت تحلق 35 طائرة وربما اكثر فوق الأجواء أثناء حدوث الزلزال وارتداداته، فهل ضرب ايضا الطائرات واهتزت مثل الارض ؟
الحقيقة العلمية والجيولوجيين أكدوا أنه عند حدوث أي هزة فإن الطائرات لن تشعر بتأثيرٍ كبير للاهتزازات التي تضرب الأرض أسفل الطائرة؛ لأن تأثير الموجات المنتقلة عبر الجو يقل تدريجيًا ويكاد ينعدم.
فعند وقوع الزلازل، فإنها تحرر موجات زلزالية على نوعين، هما: موجات الضغط وموجات القص، وعندما تغادر القشرة الأرضية وتدخل طبقات الجو تأخذ شكل أمواج صوتية، مع العلم أنها لا تستطيع الانتقال عبر الغازات والسوائل، حيث إن ترددها تحت 20 هرتز القابلة للسمع من طرف الأذن البشرية، ويطلق العلماء اسم “تحت صوتية” على الأمواج التي يكون ترددها ضمن هذا المجال.
ومن الحقائق المروعة ان الطاقة المنبعثة من الزلزال عادلت 500 قنبلة نووية من تلك التي ألقيت على هيروشيما، وقرب وقوعه من سطح الأرض (على بعد 18 كيلومتراً فقط من قشرة الأرض)، وهزاته الارتدادية التي بلغت الآلاف، وحجم الضرر الناجم عنه، كلها مؤشرات ستكون محل دراسة معمّقة في السنوات القادمة.
وبجانب الأضرار المادية التي نتجت عنه وقُدرت بحوالي 85 مليار دولار، توجد صدمة عميقة لحقت بملايين البشر سواء أولئك الذين كانوا على تماس مباشر معه ويقطنون في المناطق التي تعرضت للضرر، أو أولئك الذين يعيشون في المنطقة ككل، والذين باتوا يترقبون حدوث زلزال آخر لا يملك أحد القدرة على تحديد موعد حدوثه بالضبط.
ويقع أكثر من 80 بالمئة من الزلازل في منطقة”الحزام الناري” قرب المحيط الهادئ، ولاسيما في تشيلي والمكسيك، إضافة الى اليابان ونيوزيلندا والفلبين بحسب المعهد الجيولوجي البريطاني.
ونظراً إلى القفزات الكبيرة التي نعيشها في مجال تكنولوجيا الذكاء الصناعي، هناك أمل كبير معقود على القدرات التي قد يحملها الذكاء الصناعي في التعاطي مع حقل الزلازل.
ورغم أن هذا المجال ما زال في بواكيره الأولى، فإنه توجد آمال كبيرة في أن يحقق الذكاء الصناعي بإمكانياته الجبارة اختراقات نوعية على شاكلة تلك التي تحققت قريباً مع الذكاء الصناعي التوليدي في مجال البحث واللغة على شاكلة ChatGPT، أو Brad التي أطلقته شركة Google قبل عدة أيام.