سياحة وسفر

البورصة عن الطروحات: «هل من مزيد؟»

استعادت البورصة المصرية زخم الطروحات، في خطوة تُعد بداية حقيقية لتنشيط سوق المال وتعزيز ثقة المستثمرين. وتأتي هذه العودة في ظل دعم حكومي مباشر وارتباط وثيق بملف الإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.

وخلال اجتماع موسع بمدينة العلمين الجديدة، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة ملتزمة بالمضي قدمًا في تنفيذ برنامج الطروحات، بما يعكس رؤية الدولة لتوسيع قاعدة الملكية العامة، وتمكين القطاع الخاص، وتحقيق مستهدفات وثيقة سياسة ملكية الدولة.

التزامات دولية ومحفزات محلية

تزامنت عودة برنامج الطروحات مع ضغوط متزايدة من صندوق النقد الدولي، والذي يُتوقع أن يربط صرف الشريحة الجديدة من قرض الـ8 مليارات دولار بسرعة تنفيذ عدد من الالتزامات، وعلى رأسها تسريع وتيرة الإدراجات في البورصة، لتعزيز مناخ الاستثمار وتحقيق التوازن المالي.

وافتتحت شركة “فاليو” مشهد الإدراج بسوق المال، مدفوعة بنشاطها في قطاع التمويل الاستهلاكي والتحول الرقمي.

تلتها “بنيان للتجارة والتنمية”، التي طرحت نحو 362.9 مليون سهم تمثل 21.94% من رأسمالها، بهدف تمويل التوسعات، مستندة إلى أصول عقارية مميزة.

كما أعلنت “الوطنية للطباعة” نيتها طرح 10% من أسهمها (نحو 21.2 مليون سهم) خلال الفترة المقبلة، مع التزام بالاكتتاب من أحد المستثمرين السعوديين.

السوق ناضج والطروحات تضيف عمقًا وسيولة

وقال أحمد عبدالفتاح، خبير أسواق المال، إن السوق المصري بات جاهزًا ومؤهلًا لاستقبال طروحات جديدة، مشيرًا إلى أن سلوك التداول يعكس وعيًا مؤسسيًا وثقة فردية ناضجة.

وأضاف في تصريح لـ”البورصجية” أن الطرح المذهل لـ”فاليو”، الذي قفز فيه السهم 850% خلال أول جلسة، يعكس قوة السوق واهتمامًا استثماريًا متزايدًا، خاصة بعد استحواذ “أمازون” على 3.95% من أسهم الشركة.

وأشار عبد الفتاح إلى أن تغطية الطرح الخاص بشركة “بنيان” في يومه الأول، تُظهر نشاطًا قويًا من المستثمرين، لا سيما في ظل جاذبية القطاع العقاري، مشددًا على أهمية استدامة الطروحات وتوسيع قاعدة الشركات المدرجة.

حوافز حكومية توسع السيولة وعدد المتعاملين

وقال محمد كمال، خبير أسواق المال، إن السوق يتجاوب بوضوح مع حوافز الحكومة لتسريع برنامج الطروحات، ما أدى إلى زيادة السيولة وتوسيع قاعدة المتعاملين بالبورصة.

وأكد أن استمرار تنفيذ البرنامج في مناخ تنظيمي مشجع، سيفتح الباب أمام جذب استثمارات محلية وأجنبية.

وقال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم القابضة، إن الطروحات الأخيرة منحت دفعة إيجابية للسوق، وساهمت في زيادة عمق التداول.

لكنه شدد على ضرورة تنويع الطروحات مستقبلاً لتشمل قطاعات الصناعة والطاقة والتكنولوجيا، بما يعكس التنوع الحقيقي للاقتصاد المصري.

وقال محمد عبد الهادي، مدير شركة وثيقة لتداول الأوراق المالية، إن الطروحات أعادت الثقة إلى السوق بعد فترة من الجمود، لكنها لا تزال غير كافية لجذب الاستثمارات الأجنبية الكبرى.

وأضاف: “الاستدامة والتنوع في الطروحات هما مفتاح النجاح الحقيقي للبورصة المصرية في المرحلة المقبلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *