
أغلقت البورصة المصرية على أداء قوي خلال جلسة الثلاثاء منتصف الأسبوع الماضي، حيث سجلت مجموعة من الأسهم ارتفاعات ملحوظة، وسط زخم شرائي من المستثمرين، متجاهلة تصاعد التوترات الجيوسياسية بالمنطقة عقب استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية على قطاع غزة، مما يعكس ثقة متزايدة في السوق المصرية.
ومع أن الأسواق تراقب تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن البورصة المصرية بدأت تتجاهل التوترات الجيوسياسية في المنطقة إذ خالفت الاتجاه السائد وصعدت رغم تلك التوترات، على مدى نحو 10 جلسات تداول والسوق تتجاهل الأحداث السلبية.
وأكد خبراء بأسواق المال لـ”البورصجية” أن التحديات العالمية والإقليمية، مثل ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والتوترات الجارية في الشرق الأوسط مع عودة الحرب على غزة، تؤثر على الأسواق الناشئة بشكل عام، لكن السوق المصري أثبت صلابته وقد يكون وجهة جذابة لرؤوس الأموال الباحثة عن عوائد سريعة، خاصة مع توجه البنوك نحو تخفيض الفائدة محليًا، مشيرين إلى أن استقرار سعر الصرف ووجود تدفقات استثمارية قوية في قطاعات مثل العقارات والخدمات المالية يعززان من قدرة السوق على مواصلة الأداء الإيجابي.
نتائج أعمال الشركات
وأكد أحمد سعد، خبير أسواق المال، أن نتائج أعمال الشركات تنعكس بالإيجاب على تداولات الأسهم خاصة مع ارتفاع عدد كبير من الأسهم بمعدلات تجاوزت 20%، مشيرًا إلى أن شركات كبرى أظهرت نتائج أعمالها السنوية أداءً جيدا مثل البنك التجاري الدولي والسويدي إلكتريك وغيرها.
وأوضح “سعد”، أن البورصة المصرية سوف تتحرك في مستوى عرضي خلال الفترة المقبلة في ظل التقلبات الجيوسياسية واستمرار التوترات الحالية، مؤكدًا وجود سيولة قوية في السوق على غير المعتاد في تداولات شهر رمضان، بعد أن ساهم تنفيذ صفقة حديد عز عبر الشطب الاختياري للأسهم من البورصة في هذا الزخم في التداولات.
وتوقع خبير أسواق المال، أن يواصل السوق أداءه الإيجابي والصاعد خلال تداولات الأسبوع الجاري بدعم من سيولة صفقة حديد عز، وانخفاض مستوى التضخم إلى 12.8% عن شهر فبراير، والتي تشير إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي المصري في اجتماعه القادم، وهو ما سيعطي دفعه قوية وإيجابية لمؤشرات البورصة.
حركة مؤشر “إيجي إكس 30”
وأشار باسم أحمد، خبير أسواق المال، إلى أن أداء البورصة خلال جلسات الأسبوع الماضي اتسم بالقوة، حيث تمكن المؤشر الرئيسي “إيجي إكس 30” من تخطى مستوى 31 ألف نقطة لأعلى مع نمو أسهم الشركات العقارية، وارتفاع المؤشر السبعيني بدعم من نشاط الأسهم الصغيرة والمتوسطة.
ولفت “أحمد” إلى أن نتائج أعمال الشركات القيادية وخفض سعر الفائدة من أهم العوامل المؤثرة على أداء البورصة المصرية خلال الفترة الحالية، لا سيما وأن هيئة الرقابة المالية منحت مهلة للشركات حتى نهاية شهر أبريل المقبل من أجل إعلان نتائج أعمالها خلال العام الماضي، ما أدى إلى تأخير نتائج بعض الشركات القيادية في المؤشر الرئيسي.
وأكد أن السيولة الناتجة عن شطب أسهم شركة “حديد عز” من البورصة المصرية ساهمت في زيادة السيولة بقطاعات أخرى، بالإضافة إلى ارتفاع إقبال المستثمرين على أسهم قطاع الحديد بشكل عام، متوقعًا نمو حجم أعمال القطاع العقاري المصري مع تزايد توقعات خفض الفائدة في اجتماع البنك المركزي المصري خلال شهر أبريل المقبل.
صلابة السوق المصرية
وأكد الدكتور سامح هلال، خبير أسواق المال، أن السوق المصري يواصل إثبات صلابته وقدرته على مواجهة التقلبات العالمية والتوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، مما جعل السوق المصري أكثر اعتمادًا على المستثمرين المحليين، وهو ما قلل من تأثير العوامل الخارجية السلبية عليه.
وأوضح “هلال”، أن الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بما في ذلك التوترات المستمرة في غزة والتصعيد في البحر الأحمر، كان لها تأثير محدود على السوق المصري مقارنةً بالأسواق الأخرى، حيث لم تؤدِ إلى موجات بيع عنيفة كما كان يحدث في الماضي، مرجعًا ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها تزايد ثقة المستثمرين المحليين، ووجود سيولة فعلية داخل السوق، بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية التي عززت استقرار القطاع المالي.
وأكد خبير أسواق المال، أن ارتفاع قيم التداولات إلى مستوى 5 مليارات جنيه للمرة الأولى منذ بداية العام الجاري يؤكد دعم ثقة المستثمرين في السوق، مشيرًا إلى أن قطاع العقارات كان أبرز القطاعات أداءً ويليه قطاع الخدمات المالية غير المصرفية وقطاع الخدمات والمنتجات الصناعية والسيارات.