
يُعد البهو العظيم في المتحف المصري الكبير من أبرز معالم العرض الأثري، إذ يحتضن مجموعة من التماثيل الملكية العملاقة التي تجسد ملامح الحضارة المصرية القديمة في أبهى صوره، حيث عبّر المصريون القدماء من خلالها عن عظمة حضارتهم.
في مقدمة القاعة، يقف التمثال الحجري الضخم للملك “رمسيس الثاني” الذي يُظهر عظمة الملك وقوته، وقد شُيد التمثال في الأصل أمام المعبد الرئيسي للإله بتاح بمدينة منف، العاصمة القديمة لمصر، وتظهر خلف ساقي الملك نقوش تصور اثنين من أبنائه، الأمير خع إم واست والأميرة بنت عنات.

ويضم البهو كذلك، عمود الملك “مرنبتاح“، الذي عُثر على أجزائه خلال أعمال الحفائر في هليوبوليس (تل الحصن)،و يتكون الأسطون من دعامة حجرية مرتفعة من الحجر الجيري، وقاعدة من الحجر الرملي، وساق من الجرانيت الأحمر، وتحمل النقوش المحفورة عليه نصوصاً تخلد انتصار الملك “مرنبتاح”، في العام الخامس من حكمه ضد المعتدين على حدود مصر، وتُظهر المناظر تسلمه مقمعة الحرب من المعبودة “عنات” وسيف النصر من “آمون، ورع حور آختي، وست ومونتو، وسخمت”.
كما يصور الجزء السفلي من العمود أسرى مقيدين بالحبال وسجلاً مختصراً لأحداث المعركة والغنائم، ويشير اكتشاف الأسطون إلى وجود معبد بناه الملك “مرنبتاح” للآلهة الرئيسية في هليوبوليس القديمة.

ومن بين المعروضات أيضاً تمثال جرانيتي ضخم لأحد ملوك البطالمة، عُثر عليه في موقع مدينة هيراكليون الأثرية الغارقة بخليج أبي قير شمال شرق الإسكندرية. يبلغ ارتفاع التمثال نحو خمسة أمتار، وكان يقف في الأصل خارج المعبد المخصص للمعبود آمون بالمدينة الغارقة. ويصور الملك في هيئة فرعون مصري يرتدي التاج المزدوج والنقبة الملكية، متقدماً بساقه اليسرى، وذراعاه تتدليان بجانب جسده. وقد جاب هذا التمثال عدداً من المدن الأوروبية والأمريكية ضمن معرض “المدن الغارقة” قبل أن يستقر في موضع عرضه الدائم بالمتحف المصري الكبير.

وفي المشهد ذاته، يُعرض تمثال لملكة بطلمية تم اكتشافه ضمن مجموعة من التماثيل والقطع الأثرية التي عُثر عليها في خليج أبي قير أيضاً. يصور التمثال الملكة في هيئة الإلهة إيزيس مرتدية باروكة شعر ثلاثية ورداءً وشالاً معقوداً حول خصرها، ويعلو رأسها قرص الشمس بين قرني بقرة وتاج من ريشتين.

تقدم هذه المجموعة المهيبة في البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير مشهداً متكاملاً يجسد عبقرية المصري القديم، الذي خلد ملوك مصر في أعمال نحتية تروي قصة الحضارة المصرية عبر آلاف السنين.
اقرأ أيضا: المتحف المصري الكبير.. صرح يجمع عبقرية الماضي وإبداع الحاضر





