سلايدرعالم

البرميل يتجاوز 90 دولارًا.. الهجوم الإيرانى يخطئ إسرائيل ويصيب أسواق النفط

لم تكتف التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا العدوان على قطاع غزة، بإلقاء ظلالها على الواقع السياسي في العالم، ولكنّ آثارها امتدت إلى سوق النفط، والتي بدأت تظهر أولى معالم تأثرها بالأحداث الدائرة في المنطقة الأكثر أهمية لصناعة الذهب الأسود على الإطلاق.

ومع التوتر الذي اعترى المنطقة خلال الأسبوع الماضي، أظهرت سوق النفط تأثرًا واضحًا بالأحداث الجارية، خاصةً عندما شنت إيران هجومًا بالمسيرات وصواريخ الكروز على إسرائيل، والذي رغم محدودية نتائجه العسكرية، فإنه كان له بالغ الأثر على الأسعار بشكل عام.

وعلى وقع طبول الحرب بين إسرائيل وإيران، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 27 سنتا أو 0.3% مع بداية الأسبوع الماضي، لتصل إلى 90.75 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا أو0.3% إلى 86.46 دولار للبرميل.

وأرجع يب جون رونج، محلل سوق النفط من مؤسسة “آي.جي”، هذا الارتفاع إلى حساسية الأسعار إلى لتطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المشاركين في السوق يقومون بتسعير مخاطر انقطاع الإمدادات، حال استمر التوتر السياسي في الشرق الأوسط لفترة أطول.

وتنتج إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”، حوالي 3 ملايين برميل من النفط يوميًا، أو حوالي 3% من إجمالي الإنتاج العالمي، وهو ما يدفع الولايات المتحدة، خاصة في عهد الرئيس الحالي جو بايدن إلى تطبيق العقوبات بشكل أقل صرامة، ومن ثم إتاحة المجال لإيران للتهرب منها، خاصةً بعد أن باتت الصين مشتري رئيسيًا، حسب بيانات أبرزتها “رويترز”، نقلًا عن متتبعي صناعة النفط.

وحول أوضاع السوق المتوقعة خلال الصيف المقبل، حافظت “أوبك” على رؤيتها المتفائلة لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام، وتوقعت زيادة سنوية تصل إلى 2.7 مليون برميل يوميا في الربع الثالث.

ويأتي ذلك متناغمًا مع ما ذكره مجموعة من الشخصيات الرئيسية في السوق حول أن استهلاك النفط يبدو أكثر سخونة من المتوقع، مما أثار تحذيرات من وصول سعر النفط الخام إلى 100 دولار هذا الصيف.

ورأت أمانة منظمة البلدان المصدرة للبترول، خلال تقريرها، أن “التوقعات القوية للطلب على النفط في أشهر الصيف تستدعي مراقبة السوق بعناية”، متوقعة أن يظل المشاركون في تخفيضات الإنتاج “يقظين واستباقيين ومستعدين للعمل، عند الضرورة، لتلبية متطلبات السوق”.

يشعر أكبر تجار السلع الأساسية في العالم بثقة متزايدة في سوق النفط الصعودي في النصف الثاني من العام، بعد أن تجاوزت الأسعار 90 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ أشهر.

وقال راسل هاردي، الرئيس التنفيذي لمجموعة فيتول، إن شركته تتوقع الآن نموًا قدره 1.9 مليون برميل يوميًا هذا العام، مما يقترب من توقعات أوبك الخاصة بزيادة سنوية قدرها 2.2 مليون برميل يوميًا.

وبينما أبقت أوبك على معظم توقعاتها للطلب دون تغيير، فقد عدلت نمو العرض من خارج أوبك + هذا العام بالخفض بنحو 100 ألف برميل يوميًا إلى 1.2 مليون برميل يوميًا، مما أدى بشكل فعال إلى تعزيز الطلب على النفط الخام الخاص بالمجموعة.

وتقوم أوبك وحلفاؤها بخفض إنتاجهم طوعا بنحو مليوني برميل يوميا، وهي سياسة ستتم مراجعتها في اجتماعهم المقبل في الأول من يونيو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *