بينما تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، الاستعداد لاجتياح بري لقطاع غزة الذي تديره فصائل المقاومة الفلسطينية، يتأهب سكان القطاع الذين فقدوا العديد من أفراد عائلاتهم في الضربات الجوية العنيفة للمزيد من الدمار في إطار هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي غير المسبوق على القطاع المكتظ المحاصر.
اجتياح بري وشيك
يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي، لاجتياح قطاع غزة بريًا، مع تزايد المخاوف من اتساع رقعة القتال في المنطقة، بعد اشتعال الوضع على الحدود اللبنانية، بحسب قناة “القاهرة الإخبارية”.
وذكرت صحيفة” نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين في جيش الاحتلال، إن الاستعدادات للعملية البرية في غزة تجرى حاليًا، ومن المتوقع أن تبدأ خلال أيام.
ونقلت الصحيفة عن ضباط الاحتلال أنه “كان من المقرر في البداية أن يجري الغزو اليوم الأحد، ولكن جرى تأجيله بضعة أيام على الأقل جزئيًا، بسبب الظروف الجوية التي كانت ستجعل من الصعب على الطيارين الإسرائيليين ومشغلي الطائرات بدون طيار توفير غطاء جوي للقوات البرية”.
أعنف هجوم إسرائيلي
وجلست أم محمد اللحام بجوار حفيدتها فلة اللحام البالغة من العمر أربع سنوات التي ترقد في مستشفى تعمل مثل باقي مستشفيات القطاع بأقل القليل من الإمدادات من الأدوية والوقود.
وقالت أم محمد لـ”رويترز”، إن ضربة جوية إسرائيلية أصابت منزل العائلة مما أسفر عن استشهاد 14، من بينهم والدا فلة وأشقاؤها، بالإضافة إلى أفراد من العائلة الأكبر.
وقالت الجدة التي شهدت العديد من جولات القتال بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدى السنوات الماضية ووصفت الجولة الحالية بأنها الأعنف “فجأة ودون سابق إنذار قصفوا البيت على رأس ساكنيه. لم ينج أحد سوى حفيدتي فلة. ربي يشفيها ويعطيها القوة”.
وتابعت قائلة “استشهد 14 ولم يبق سوى فلة اللحام. لا تتكلم هي راقدة فقط في الفراش ويعطونها الأدوية”. وقالت الجدة إن طفلا آخر في العائلة تركه القصف دون أقارب أيضا.
أعنف ضربات إسرائيلية ضد القطاع
وتشن دولة الاحتلال الإسرائيلي أعنف ضربات جوية على القطاع على الإطلاق أسقطت آلاف القتلى والمصابين المدنيين في إطار رد على أكبر هجوم مباغت عليها منذ حرب 1973 شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة “حماس” ردا على اجتياح مقاتليها لبلدات إسرائيلية في الهجوم الذي أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين واحتجاز العشرات.
أكبر سجن مفتوح في العالم
وقطاع غزة “جيب محاصر” يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني ودمر القصف الإسرائيلي المكثف أغلب بنيته التحتية. ودعت إسرائيل الفلسطينيين لترك منازلهم في مدينة غزة والتحرك جنوبا. لكن فصائل المقاومة الفلسطينية حثت السكان على عدم المغادرة وقالت إن الطرق غير آمنة وإن العشرات استشهدوا في ضربات على سيارات وشاحنات تحمل نازحين يوم الجمعة.
أسر بأكملها استشهدت
وذكر مسعفون ووسائل إعلام فلسطينية وأقارب أن أسرا بأكملها استشهدت في الضربات الجوية. ولم يتسن لرويترز التحقق من ذلك بشكل مستقل.
ويقول بعض السكان إنهم لن يغادروا إذ تعيد تلك الأحداث التي يعيشونها الآن لذاكرتهم ما حدث وقت “النكبة” عام 1948 عندما أجبر الكثير من الفلسطينيين على ترك منازلهم خلال الحرب في وقت تزامن مع قيام دولة إسرائيل.
أكثر من 2300 شهيد
وكثفت إسرائيل قصفها في أنحاء مدينة غزة وشمال القطاع. وتقول سلطات القطاع إن أكثر من 2300 استشهدوا أغلبهم نساء وأطفال بينما أصيب ما يقرب من عشرة آلاف.
وبحث منقذون بيأس عن ناجين تحت أنقاض بنايات تهدمت في القصف الليلي. وأشارت تقارير إلى أن نحو مليون نزحوا من منازلهم.
الاحتلال يلوح بالاجتياح البري
وزاد الاجتياح البري الإسرائيلي المتوقع والضربات الجوية التي تتواصل بلا هوادة المخاوف من معاناة لم يشهدها القطاع المنكوب من قبل.
وقال شهود في مدينة غزة لرويترز إن الهجوم الإسرائيلي أجبر المزيد على الخروج من منازلهم. واكتظت مستشفى الشفاء أكبر المستشفيات بمن فروا من منازلهم.
نعيش أسوأ كوابيس حياتنا
وقالت امرأة في الخامسة والثلاثين من عمرها “نعيش أسوأ كوابيس حياتنا. حتى هنا في المستشفى لسنا آمنين. استهدفت ضربة جوية المنطقة خارج المستشفى مباشرة عند الفجر”.
والسير على الطريق المؤدي إلى جنوب القطاع الذي يعتبر منطقة أكثر أمنا زاد صعوبة إذ يقول كثيرون ممن قطوا تلك الرحلة إن إسرائيل تواصل القصف هناك.
70% من السكان محرومون من الخدمات
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة إن 70 بالمئة من سكان مدينة غزة وشمال القطاع محرومون من الخدمات الصحية بعد أن أخلت وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) مقراتها وأوقفت خدماتها.
وفي شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة حيث نزح المئات من سكان شمال القطاع، طهى البعض الطعام للنازحين باستخدام الحطب لإعداد 1500 وجبة تبرع بها سكان المنطقة.
وقال يوسف وهو أحد السكان الذين شاركوا في ذلك “كنا نطهو على مواقد الغاز في أول يومين لكن الغاز ينفد ولذلك نطهو على الحطب”.