عالم

الأولى منذ 13 عاما.. أردوغان في العراق لترميم العلاقات مع بغداد

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة نادرة للعراق اليوم الاثنين في مسعى لاستعادة زخم العلاقات بين البلدين عبر توقيع مجموعة من الاتفاقات تشمل التعاون الأمني ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني والطاقة والتجارة.
وزيارة أردوغان للعراق والمرتقبة منذ فترة طويلة هي الأولى التي يقوم بها زعيم تركي منذ عام 2011 وتأتي بعد سنوات من العلاقات المتوترة على خلفية تكثيف أنقرة عملياتها عبر الحدود ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يحتمون بمناطق جبلية ذات أغلبية كردية في شمال العراق، بحسب “رويترز”.
وقف التصعيد بالمنطقة
وشدد الرئيسان العراقي عبد اللطيف رشيد والتركي رجب طيب أردوغان، خلال اللقاء الذي جمعهما اليوم في قصر بغداد، على “أهمية تكثيف الجهود لتدعيم أمن الحدود، ومواجهة تحديات التغيرات المناخية والبيئية وأزمة المياه والاستفادة من الخبرات والتجارب التركية في هذا المجال”.
وأكدا، “وجوب وقف العدوان على غزة، ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق في نيل كامل حقوقه المشروعة التي ضمنتها الشرعية الدولية، وحث المجتمع الدولي على تكثيف جهوده لزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، والعمل على إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية لإرساء الأمن والاستقرار والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وتناول اللقاء الثنائي، بحسب البيان: “المستجدات الأخيرة في المنطقة، وأهمية تخفيف حدة التوترات ووقف التصعيد المستمر، واعتماد التفاهمات والحوار البنّاء في معالجة القضايا العالقة بين دول المنطقة”.
تعاون في مجال الإرهاب
وذكرت الرئاسة التركية في بيان عقب محادثات بين الرئيس التركي ونظيره العراقي عبد اللطيف رشيد أن “الرئيس أردوغان ذكر أن لدى تركيا تطلعات من بغداد حيال مكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي في العراق، مؤكدا في هذا الإطار ضرورة تطهير العراق من جميع أشكال الإرهاب”.
ونشرت رئاسة الجمهورية العراقية تعليقات لرشيد، أكبر مسؤول عراقي منتمي إلى الأكراد، أكد فيها على “أهمية العمل والتنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب”، كما أشار إلى أن “العراق يرفض أن تكون الأراضي العراقية منطلقا للاعتداء أو تهديد دول الجوار، كما نرفض أي اعتداء أو انتهاك تتعرض له المدن العراقية”.
ويقول العراق إن هذه العمليات تنتهك سيادته وأدت إلى مقتل مدنيين، فيما ترد تركيا بأنها يجب أن تحمي نفسها من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه هي والولايات المتحدة وآخرون جماعة إرهابية.
توسيع التعاون العسكري بين البلدين
وتعتزم تركيا شن عملية جديدة على المسلحين هذا الربيع وسعت إلى التعاون العسكري العراقي عبر تشكيل غرفة عمليات مشتركة، علاوة على اعتراف بغداد بأن حزب العمال الكردستاني يشكل تهديدا لتركيا.
ومطروح على الطاولة أيضا تعاون البلدين في مشروعات اقتصادية كبرى.
وأطلق العراق العام الماضي مشروع طريق تنموي بقيمة 17 مليار دولار يهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز لتجارة الترانزيت بين آسيا وأوروبا من خلال ربط ميناء الفاو في جنوب العراق الغني بالنفط بتركيا في الشمال.
التعاون في مجال المياه
تسعى بغداد أيضا إلى التوصل إلى اتفاق للحصول على حصة أكبر من المياه من نهري دجلة والفرات، وكلاهما ينبعان من تركيا ويشكلان المصدر الرئيسي للمياه العذبة في العراق المنكوب بالجفاف.
وأوضحت الرئاسة العراقية أن رشيد أكد “ضرورة معالجة ملف المياه وضمان حصة عادلة للعراق لسد احتياجاته”.
وقال مسؤولون عراقيون وأتراك إن الجانبين سيوقعان أكثر من 20 مذكرة تفاهم خلال زيارة أردوغان التي تستمر يوما واحدا.
وبلغت قيمة التجارة البينية 19.9 مليار دولار في 2023، مقارنة بنحو 24.2 مليار دولار في 2022، وفقا لبيانات رسمية تركية. وفي الأشهر الثلاثة الأولى من 2024، ارتفعت الصادرات إلى العراق بنحو 24.5 بالمئة، فيما انخفضت الواردات بواقع 46.2 بالمئة.
وسيتوجه أردوغان بعد لقائه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس عبد اللطيف رشيد في بغداد إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، للقاء مسؤولين عراقيين أكراد.
وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية عام 1984، في صراع لقى فيه أكثر من 40 ألف شخص حتفهم حتى الآن.
وتنفذ تركيا منذ 2019، سلسلة من العمليات عبر الحدود في شمال العراق ضد حزب العمال الكردستاني أطلق عليها اسم “المخلب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *