عمق النفط خسائره خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعدما واصل تراجعه للجلسة الثالثة على التوالي منذ بداية الأسبوع، ليصل إلى أدنى مستوياته فيما يقترب من شهر منذ يوم 5 مايو الماضي.
ويقترب النفط اليوم من تكبد خسائره الشهرية السابعة على التوالي، والأكبر في 9 أشهر، منذ سبتمبر الماضي، بحسب “رويترز”.
وعلى صعيد التداولات، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس بنسبة 1.12% إلى 72.89 دولارا للبرميل، كما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 1.10% مسجلة 68.88 دولارا للبرميل، حيث سجلت خسائر برنت خلال مايو حتى الآن 10.98%، في حين خسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي نحو 16.82%.
أسباب التراجع
واصلت أسعار النفط خسائرها منذ التعاملات المبكرة ليوم الأربعاء، بعد أن أظهرت البيانات السلبية الصادرة لمؤشري مديري المشتريات للقطاع التصنيعي والقطاعات غير التصنيعية بالصين، والتي أظهرت تباطؤا فاق المتوقع بقطاعات الاقتصاد الصيني، وهو ما يعكس تباطؤ الزخم الاقتصادي بشكل أسرع مما كان متوقعا.
وأدى ذلك إلى تعزيز مخاوف المستثمرين حيال حدوث تباطؤ محتمل بمستوى الطلب على النفط في أكبر مستورد للخام بالعالم، مع تزايد التوقعات بين المؤسسات المالية الكبرى والخبراء الاقتصاديين بأن الاقتصاد الصيني قد يفقد زخم نموه القوي الذي شهده في بداية العام تدريجيا، مع تراجع أثر الانتعاش الناتج عن الطلب المكبوت من الإغلاقات الوبائية قبل رفعها.
تصريحات متشددة عن الفائدة
ويأتي هذا في الوقت الذي يستمر فيه أعضاء الفيدرالي الأمريكي بالتصريحات المتشددة للغاية، والتي كان آخرها تصريحات لوريتا ميستر صباح اليوم، حيث أفادت بأنها لا ترى أي سبب قد يدعو لتوقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة، خاصة في ظل استمرار التضخم المرتفع والوصول لتلك المرحلة المتقدمة من التشديد بالسياسة النقدية.
وجاء هذا على الرغم من تصريحات عضو الاحتياطي الفيدرالي توماس باركين بأن عدة قطاعات من الاقتصاد الأمريكي قد بدأت تظهر علامات واضحة على التباطؤ، وهو ما أثار قلق المستثمرين حيال تأثير التباطؤ الاقتصادي المحتمل بالولايات المتحدة ـ أكبر مستهلك لخام النفط بالعالم ـ على مستوى الطلب على الخام بالأسواق.
وعرضت تلك الحالة من التشاؤم النفط لعمليات بيع استمرت للجلسة الثالثة على التوالي، ودفعت النفط نحو التراجع لأدنى مستويات أسعاره منذ يوم 5 مايو الماضي، في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق مزيد من الإشارات حول مستوى الطلب المحتمل على النفط، وبيانات مخزونات النفط الأمريكية المقرر صدورها غدًا.
صعود مؤشر الدولار
وأدى الصعود القوي لمؤشر الدولار اليوم، بنسبة 0.52% ليسجل 104.57 نقطة، إلى زيادة الضغوط الهبوطية على النفط المسعر بالعملة الأمريكية، حيث أصبح أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى خلاف الدولار، مما أدى لإضعاف الطلب عليه أيضا.
ويأتي هذا في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق نتائج تصويت الكونجرس الأمريكي على اتفاقية سقف الدين التي تم التوصل إليها بين بايدن ومكارثي يوم الأحد الماضي، والتي من المقرر تمريرها يوم الأربعاء المقبل، فضلا عن القرارات المرتقبة أيضًا باجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لـ “أوبك +” يوم الأحد القادم.