إسراء جعابيص، اسم ارتبط بمأساة كبيرة ترددت بعد صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، حيث كانت إسراء من ضمن الأسرى الذين تم الإفراج عنهم.
وتداولت وسائل الإعلام الفلسطينية لقطات مصورة توثق مشاهد للحظة وصول الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص إلى منزلها في القدس المحتلة.
وبدأت قصة إسراء -التي تبلغ من العمر 38 عامًا- في 11 أكتوبر 2015، عندما كانت عائدة من منزل عائلة زوجها في مدينة أريجا إلى منزلها في جبل المكبر في القدس، حيث كانت تعمل في مدينة القدس يوميًا، وكانت تحمل معها أنبوبة غاز فارغة وجهاز تِلفاز، و كانت تشغل المكيف ومسجل السيارة، وعندما وصلت إسراء قبل حاجز الزعيم بأكثر من 1500 متر تعطلت السيارة قربَ مستوطنة معاليه أدوميم، وحدث ماس كهربائى وانفجرت الوسادة الهوائية فى السيارة الموجود بجانب المِقوَد، وهو موجود أصلًا للتقليل من مضاعفات حوادث السير، واشتعلت النيران داخل السيارة فخرجت إسراء من السيارة وطلبت الإسعاف من رجال الشرطة الإسرائيليين القريبين من مكان الحادث إلا أن أفراد الشرطة لم يقدِّموا لها الإسعاف واستنفروا وأحضروا المزيد من رجال الشرطة والأمن.
وتسبب ذلك في إصابة إسراء بحروق من الدرجة الأولى والثانية الثالثة، غطت نحو 60% من جسدها، مما أدى إلى تشوهات في وجهها ويديها وصدرها وتآكل 8 أصابع من يديها والتصاق للأذن مع الرأس والوجه، وفوق ذلك، أشهر جندي السلاح الناري في وجهها وطالبها برمي سكين، لكنها أكدت أنها لم تكن تحمل سكينًا، وماطلت القوات الإسرائيلية في تقديم العلاج لها رغم إصابتها الخطيرة بسبب الحريق.
وفي البداية أعلنت الشرطة أنه حادثُ سير عادى، ثم ما لبثت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن عدَّ ما حصل عمليةً لاستهداف الجنود الإسرائيليين، واكتشفَ المحققون التلفازَ مع أنبوبة الغاز الفارغة، وانفجارَ الوسادة الهوائية فى السيارة وليس أنبوبة الغاز، وعلموا أن تشغيل المكيف منعَ انفجار زجاج السيارة، لكنَّ المخابرات الإسرائيلية ادَّعَت أن إسراء كانت فى طريقها لتنفيذ عملية.
واتهمت جعابيص بمحاولة الهجوم على جنود إسرائيليين، وتم الحكم عليها بالسجن لمدة 11 عامًا، قضت منها ثماني سنوات، وخرجت مساء أمس السبت، خلال صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل.
وواجهت إسراء الإهمال الطبي، فقد كانت تقبع في سجن الدامون شمالي إسرائيل، ورغم حاجتها إلى العديد من عمليات التجميل إلا أن ذلك لم يحدث.
وفي 2018، ظهرت إسراء أثناء محاكمتها في مقطع فيديو قصير للصحفيين، تحدثت فيه بألم عن وضعها الصعب، وخاصة الحروق البليغة وأصابع يديها التي بترت.
وإسراء هي أم لطفل وحيد اسمه معتصم، كان عمره 6 أعوام عندما اعتقلت وأصبح الآن عمره 14 عاما، أما زوجها فهو مقعد إثر إصابته في حادث سير سابق، وكانت إسراء تدرس في السنة الثالثة بكلية التربية إلى جانب عملها في دار للمسنين.
ولم يكتف الاحتلال بما فعله بإسراء جعبيص، فبعد تحريرها، اعتدت قوات الاحتلال على مذيعة إحدى قنوات التلفزيون العربية التي تغطي لحظة وصولها إلى منزلها بالقدس المحتلة، وداهمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلى منزل جعابيص، وذلك لمنع أى احتفالات بتحريرها وعودتها لمنزلها فى القدس المحتل.