سلايدرمصر

الأزمة الاقتصادية تؤثر على الشراء.. معرض الكتاب «فسحة سعيدة»

تتواصل فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 في مركز مصر للمعارض الدولية تحت شعار “نصنع المعرفة .. نصون الكلمة” وتستمر حتى 6 فبراير الحالي وسط أجواء اقتصادية شديدة الصعوبة  يعاني معها الناشرون والجمهور أثر الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار الذي انعكس بدوره على صناعة النشر بكاملها وأدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الكتب مع قدرة شرائية محدودة لمعظم الجماهير ورغم الاقبال الكبير على زيارة أجنحة المعرض والمشاركة في أنشطته المختلفة والذي وصل إلى مليوني زائر في 6 أيام فقط إلا أن موازنات الشراء تقلصت لصالح أولويات أخرى.

وأكد الكثير من الزائرين على أن الأزمة الاقتصادية لها تأثير في كل شيء ومن بينها أسعار الكتب ففي العام الماضي كان هناك ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الكتب وفي العام الحالي الوضع أسوأ من جهة ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية عند الجمهور رغم أنها فرصة سانحة لهم لاقتناء الكتب المميزة مع وجود هذا الكم من دور النشر ومحاولة بعضها عمل تخفيضات وعروض ولكن الأسعار تظل مرتفعة وتفوق ميزانيات المحبين للقراءة واقتناء الكتب.

من جانبهم يرى الناشرون أنه لا يجب القاء اللوم عليهم وحدهم في ارتفاع أسعار الكتب لأن هناك متغيرات كثيرة خارجة عند إرادتهم وأنهم أصبحوا يعانون للاستمرار والصمود في ظل الارتفاع غير المسبوق في أسعار الورق والطباعة ومستلزمات الإنتاج وكذلك من تراجع القدرة الشرائية للجمهور بسبب الغلاء الذي طال كل شيء ومن ثم جعل الشراء ليس بالأولوية عند كثير من الناس فلم يعد لدى زوار معرض الكتاب قائمة مطولة للمشتريات وإنما أصبح لديهم اختيارات محدودة.

يقول عيد إبراهيم مؤسس دار إبداع للنشر هذه الدورة هي الأصعب لمعرض القاهرة الدولي للكتاب فالكتب سلعة ليست أساسية ومن ثم سيقلل كثير من الناس الموازنات المخصصة لها أو يلغونها من الأساس لتوجيهها إلى بنود أهم وهذا ظاهر بصورة كبيرة حاليًا فالمبيعات أقل بكثير من أي عام آخر فالناشر يعاني انعكاس ارتفاع سعر الدولار على أسعار خامات الإنتاج مثل الورق والطباعة وفي الوقت ذاته ارتفعت هذا العام أسعار إيجار الأجنحة في معرض الكتاب مما مثل عبئًا إضافيًا على الناشرين مشيرًا إلى أنه رغم تقديم عروض وتخفيضات ولكن القدرة الشرائية للجمهور محدودة وأقل بكثير من الأعوام السابقة.

ويقول سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين أنه في ظل الظروف الحالية حاولنا من خلال الاتحاد تقديم الدعم لدور النشر الصغيرة ونظمنا جناحًا مجمعًا تشترك فيه الدور الصغيرة التي يقل عدد إصداراتها عن 50 إصدارًا والتي تهتم بالوجود في المعرض باعتباره الأهم في المنطقة والفرصة الأكبر لتسويق إنتاجهم في الوقت ذاته معظم دور النشر المصرية والعربية تقدم عروضاً وتخفيضات كبيرة بهدف جذب القارئ وترويج المعروض من الإصدارات الجديدة والقديمة مشيرًا إلى اطلاق منصة تهدف إلى التعريف بدور النشر وإصداراتها وسبل التواصل معها وفي الوقت نفسه تكون ملتقى لجميع مدخلات الصناعة مثل منتجي ومستوردي الورق والمطابع المختلفة وكذلك المهن المرتبطة بصناعة النشر مثل المصححين اللغويين ورسامي الأغلفة .

وحول الأهمية الاقتصادية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب يقول الدكتور هيثم الحاج علي الرئيس الأسبق للهيئة المصرية العامة للكتاب أن المعرض يؤثر في الاقتصاد فهو ليس حدثاً ثقافياً فقط بل قومياً ويؤثر في الاستثمارات بشدة والكثير من الاتفاقيات تحدث في المعرض علي وجه التحديد كما أنه لا يؤثر في جانب واحد بل في جوانب عديدة من خلال توفير فرص عمل للشباب إن كان مع جهات حكومية أو مع دور النشر إن كانت مصرية أو عربية أو أجنبية، مشيرًا إلى أن المعرض يتيح الفرص أمام موزعي الكتب في الدول العربية والأجنبية والتبادل بين دور النشر، مشيراً إلى فائدة سياحية من خلال الزائرين العرب والأجانب الذين يشاركون في المعرض ويأتون لزيارته يقيمون في الفنادق ويتسوقون من المحال المصرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *