اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي، غرب مدينة غزة، بعد حصاره لليوم السادس على التوالي.
وأضحى مجمع مستشفى الشفاء تحت نار القوات الإسرائيلية، بعدما اقتحمت أجزاء منه منذ فجر اليوم الأربعاء، شملت قسم الطوارئ، ومبنى الجراحات التخصصية، ومبنى الباطنة والكلى، ونشرت دباباتها في ساحاته.
مأساة إنسانية
أكد أحمد المخللاتي، طبيب في مستشفى الشفاء بقطاع غزة، اليوم الأربعاء، أن إطلاق النار عند مجمع المستشفى أجبر العاملين على الابتعاد عن النوافذ حفاظا على سلامتهم إثر مداهمة إسرائيلية للمجمع.
وأضاف المخللاتي، في مقابلة مع وكالة “رويترز”: “كان هناك قصف وإطلاق نار حول المستشفى وداخله. إنه لأمر مروع حقا أن تشعر أن هذا يحدث بالقرب جدا من المستشفى ثم أدركنا أن الدبابات تتحرك حوله”.
وتابع “لقد أوقفوا الدبابات أمام قسم الطوارئ بالمستشفى واستخدموا جميع أنواع الأسلحة حول المستشفى إذ إنهم استهدفوا المستشفى مباشرة ولكننا حاولنا تجنب الاقتراب من النوافذ”.
دعوات عالمية لوقف إطلاق النار
وتتزايد دعوات عالمية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في الأيام القليلة الماضية وأصبح مصير مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، محط قلق دولي بسبب تدهور الأوضاع فيها.
وحوصر آلاف المرضى والطاقم الطبي والنازحين خلال الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة خلال الأسابيع الخمسة الماضية.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه حث المدنيين على الاستسلام، قائلًا “إن حماس تستخدمهم كدروع بشرية”.
وأشارت تقديرات الأمم المتحدة، إلى وجود 2300 شخص على الأقل داخل المجمع، من بينهم مرضى وأفراد طواقم طبية والعديد من النازحين، مرجحة أن يكونوا “غير قادرين على مغادرته” في ظل المعارك العنيفة التي تدور في محيطه.
لحظات الرعب
وقال الطبيب في مستشفى الشفاء: “كلنا نعرف أن هذا كذب”.
وأثناء وصفه للمخاطر المقبلة على الموقع والأوضاع المتدهورة في المستشفى، سُمع مرتين دوي طلقات نارية لا تبدو وكأنها ناتجة عن تبادل لإطلاق نار.
وتابع “استُهدفت إحدى غرف المرضى وكان هناك حفرة في الجدار. لم يصب أي شخص بأذى ولكن ارتعب الجميع”.
مشاهد غير آدمية
فيما أعلن مشرف الطوارئ في مستشفى الشفاء، أن جيش الاحتلال احتجز العديد من النازحين وهم معصوبو الأعين ومجردون من ملابسهم واقتادهم إلى جهة غير مجهولة.
وأفاد بأن القات الإسرائيلية فجرت أغلب بوابات المستشفى والشظايا تناثرت على الموجودين، مشددا على أن الطواقم الطبية تكافح من أجل إنقاذ الجرحى.
فقدان الاتصال مع طاقم المستشفى
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، اليوم الأربعاء، إن المنظمة فقدت الاتصال بالطواقم الطبية في مستشفى الشفاء بقطاع غزة بعد أن بدأت القوات الإسرائيلية مداهمة المنشأة.
وأضاف على منصة إكس “تقارير التوغل العسكري في مستشفى الشفاء مقلقة للغاية”، مستطردًا: “فقدنا الاتصال مجددا بالطواقم الطبية في المستشفى. نحن قلقون للغاية على سلامتهم وسلامة مرضاهم”.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات متواصلة على قطاع غزة، بالإضافة إلى توغل بري، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 11 ألف شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال.