سلايدرمصر

افتتاح موسم حصاد القمح.. رسائل الرئيس السيسي من شرق العوينات

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، افتتاح موسم حصاد القمح ومصنع إنتاج البطاطس في شرق العوينات بمحافظة الوادي الجديد.

وقال رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية اللواء أركان حرب توفيق سامي، إن إجمالي الأراضي التي تم استصلاحها حتى نهاية عام 2022 يقدر بحوالي 460 ألف فدان، وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيادة الرقعة الزراعية.

وأضاف اللواء توفيق ـ في كلمة له خلال افتتاح موسم حصاد القمح في شرق العوينات ـ أن توجيهات الرئيس السيسي بزيادة الرقعة الزراعية وتعظيم العائد من الفدان وخصوصا المحاصيل الاستراتيجية وبعض الزراعات الأخرى تستهدف تقليل فاتورة الاستيراد، حيث كانت تلك هي المحدد الرئيسي لمهام الشرك، والتي تتمثل في استصلاح الأراضي الصحراوية والزراعة والتصنيع الزراعي.

ترشيد المياه والمخزون الجوفي

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مداخلة خلال كلمة اللواء أركان حرب توفيق سامي خلال افتتاح موسم حصاد القمح ومصنع إنتاج البطاطس، ضرورة ترشيد استخدام المياه المستخدمة في الزراعة والاستفادة من مخزون المياه المتوفرة في منطقة شرق العوينات عن طريق استخدام طرق الري الحديثة والحفاظ عليها دون هدر.

وقال “السيسي”: “إننا نحتاج إلى التأكد من أن مخزون المياه الجوفية في شرق العوينات يتم التعامل معه وفقا للمعايير العالمية واستخدام المياه بشكل رشيد دون هدر”، مشددا على أهمية ترشيد المياه واستخدام نظم الري الحديثة في كافة الزراعات”.

وأضاف “حريصون على تحقيق أكبر استفادة من المياه المتاحة وتعظيم ما لدينا من منتجات زراعية وترشيد استخدام المياه في الأراضي التي يتم استصلاحها”.

وأوضح الدولة المصرية تسعى للحصول على مليون طن قمح من المشروعات الزراعية الجديدة في توشكي والعوينات، مؤكدًا أن مليون طن قمح تتم زراعتها بنظم ري حديثة، وكمية المياه المستخدمة هي الأمثل في الري، وبالتالي إنتاج بتكلفة اقتصادية، ولا بد من الاستفادة من كل نقطة مياه.

وأضاف “السيسي”، خلال كلمته في افتتاح موسم حصاد القمح بشرق العوينات وافتتاح مصنع لإنتاج البطاطس، أن زراعة مليون طن من القمح توفر للدولة من 350 إلى 400 مليون دولار طبقًا لأسعار القمح، ونحن مَن ندفع الثمن لو حدثت مشكلة في سلاسل الإمداد، وهذا الإنجاز تم خلال 4 سنوات، ووصلنا للحد الأقصى في توشكي وشرق العوينات.

 

وأكد الرئيس السيسي، ضرورة زراعة محاصيل محددة يتم الاستفادة منها للسوق المصرية، أو منتجات استراتيجية كالقمح الذي نستورد منه كميات ضخمة جدا، وضرورة جذب المستثمرين في المناطق الجديدة وزيادة الكثافة السكانية، مضيفا “أن أي تخطيط تقوم به الدولة يتم عن طريق متخصصين”.

وأضاف أن رجال الأعمال والمستثمرين لديهم، اليوم، فرصة للاستثمار في الزراعة بعد أن انتهينا من البنية الأساسية اللازمة مع شرط الحفاظ على حجم الأراضي المنزرعة واحترام الدورة الزراعية للحفاظ على إنتاجية 700 ألف فدان بمحاصيل محددة نحتاج إليها كمنتج استراتيجي مثل القمح.

وأشار إلى أن الأمر نفسه ينطبق على منطقة توشكى، التي كان مقررا لها في البداية عندما طرحت الفكرة في الثمانينيات لزراعة 750 ألف فدان أي ما يعادل المساحة في محافظتين، ما يعني أن إجمالي الأراضي المستصلحة في شرق العوينات وتوشكى يصل إلى مليون فدان تعادل المساحة المنزرعة في ثلاث محافظات، لافتا إلى أننا “أصبحنا اليوم قادرين على توفير نحو مليون فرصة عمل في قطاع الزراعة ويزيد هذا العدد إذا ما أخذنا في الاعتبار عملية التصنيع الزراعي”.

رقم قياسي

وأعلنت محكم رسمي معتمد لدى موسوعة “جينيس” كنزي عماد الدفراوي أن مصر حطمت الرقم القياسي بأكبر مزرعة نخيل تمور في العالم بمساحة 132 ألف كيلو متر مربع، وأكبر حوض سحب مياه في العالم بكمية 245 ألف متر مكعب.

وأعربت كنزي ـ في كلمة لها خلال افتتاح موسم حصاد القمح بشرق العوينات ـ عن سعادتها لوجودها اليوم لإعلان نتائج في محاولتين للتسجيل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، الأولى هي أكبر مزرعة نخيل تمور، والثانية أكبر حوض سحب مياه، مضيفة أن المحاولتين توفرت فيهما كافة الشروط والمتطلبات الخاصة بالموسوعة، مهنئة مصر على هذا الإنجاز الرائع، وتمنت لها تحطيم المزيد من الأرقام القياسية في المستقبل القريب .

وتسلم رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات اللواء أركان حرب كرم سالم محمد شهادة موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية من المحكمة الرسمية بالموسوعة كنزي عماد الدفراوي، وذلك عن أكبر مزرعة نخيل تمور في العالم، وأكبر حوض سحب مياه بالعالم.

افتتاح موسم القمح

وعقب ذلك، شهد الرئيس السيسي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، افتتاح موسم حصاد القمح، حيث قال مهندس زراعي مختار جمال محمود من الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية المسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة توشكى “إن إجمالي المساحة المنزرعة من محصول القمح في توشكى وصل إلى 150 ألف فدان، تم حصاد 30 ألفا منها حتى الآن، ويجري حصاد مساحة 120 ألفا”.

من جانبه، قال المهندس الزراعي إبراهيم نصر إبراهيم من الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية المسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة الفرافرة “إنه تم زراعة 4500 فدان من حصول القمح، تم حصاد 1000 فدان منها حتى الآن، ويجري استكمال حصاد 3500 فدان”.

وعقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان “نهضة زراعية”، تناول احتفال المصريين بموسم حصاد القمح منذ 7 آلاف سنة، وما شهدته مصر من نهضة زراعية، وتطوير المجالات الزراعية التي تستوعب 25% من إجمالي العمالة المصرية والتي تساهم بحوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي.

وعرض الفيلم، دور الزراعة في تعظيم الاحتياطي من النقد الأجنبي، موضحا أن الصادرات الزراعية نقلة نوعية بإجمالي 6.5 مليون طن مما ساهم في تصدير أكثر من 400 منتج زراعي لأكثر من 160 دولة.

وتناول الفيلم، إطلاق استراتيجية مصر 2030، نفذت الدولة 320 مشروعا زراعيا ضمن أكبر مخطط للتوسعات الزراعية الأفقية التي خلقت ملايين من الأفدنة الإضافية، منها مشروعات الدلتا الجديدة والريف المصري الجديد وتنمية الوادي الجديد ومحافظات الصعيد ومشروعات شمال ووسط سيناء، مما أدى إلى نجاح مخططات الدولة المصرية إلى وصول المساحة الزراعية للقمح لأكثر من 3.2 مليون فدان بمعدل إنتاج وصل إلى ثلاثة أطنان للفدان الواحد بإجمالي 10 ملايين طن سنويا.

وعرض الفيلم مجهودات جهاز الخدمة الوطنية في إنشاء مصنع متكامل للبطاطس على مساحة 380 ألف متر مربع.

إنتاج المحاصيل الاستراتيجية

وعقب ذلك، أكد وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي، أن محصول القمح يعتبر من أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر، فهو يعد الأساس لإنتاج رغيف الخبز الذي يعتبر جزءا من الأمن الغذائي الحقيقي للشعب المصري، مشيرا إلى وجود 420 لجنة تعمل على جميع أنحاء الجمهورية لاستقبال موسم حصاد القمح.

وقال الوزير – في كلمته خلال الافتتاح – إن موسم الحصاد يبدأ دائما في النصف الثاني من شهر أبريل، ويستمر إلى النصف الثاني من شهر يونيو، لافتا إلى أن وزارتي التموين والزراعة واستصلاح الأراضي تقومان قبل هذا الموسم بالتنسيق الكامل حتى يمكن إعداد كافة الإمكانيات اللازمة لاستقبال هذا الموسم، عبر اللجان، والتي تتكون اللجنة الواحدة منها من وزارة التموين ووزارة الزراعة وهيئة سلامة الغذاء والوزان المعتمد وأمين الشونة ورئيس الموقع وذلك لنكون على دراية بحجم العمل المبذول.

وأضاف أن التجهيز لموسم الحصاد يتطلب عناية هامة جدا، حيث تنعقد غرفة عمليات يوميا في الوزارة وكل المديريات لتجميع كافة البيانات والأعمال لمتابعة هذا الموسم، وأشار إلى أن المساحة المنزرعة وفقا لبيانات وزارة الزراعة تبلغ 3.2 مليون فدان قمح، ومتوسط الإنتاج بالأردب يتراوح من 18 – 20 إردبا، ما يمثل حوالي 2.7 – 3 أطنان للفدان، وتكون الإنتاجية ما بين 9.2 -10، أي 10 ملايين طن إنتاج مصري.

تلا ذلك عرض فيلم وثائقي عن “مشروع توشكى” الذي حرصت القيادة السياسية على حل جميع مشاكله ومعرفة أسباب تعثره للاستفادة من هذا المشروع الوطني العملاق، موضحا أن إعادة إحياء المشروع انطلقت في يوليو 2020 وذلك بتحالف 162 شركة وطنية.

وأشار إلى أن هناك تحديات كبيرة واجهت هذا المشروع من كثبان رملية وأرض صخرية وضرورة توفير مياه ري في عمق الصحراء بدون التأثير على حصة مصر في مياه نهر النيل والحاجة إلى تمويل ضخم لتوفير بنية تحتية عملاقة سواء من محطات ضخ مياه ومحطات كهرباء، واستخدام أفضل طرق الري المميكن.

وأضاف الفيلم أن الدولة بدأت في حصد ثمار جهد السنوات الماضية من زراعة آلاف الأفدنة بالقمح والنخيل ومحاصيل أخرى للاستهلاك المحلي والتصدير، موضحا أنه تم زراعة مليون ونصف المليون نخلة و300 ألف فدان قمح.

ولفت إلى أنه من المستهدف زراعة 2.3 مليون نخلة و650 ألف فدان قمح لحصاد مليون طن قمح بنهاية شتاء 2023 ـ 2024، وبذلك تواصل مصر مشوارها لتحقيق الاكتفاء الذاتي وسد الفجوة الغذائية.

وتوسط الرئيس السيسي صورة تذكارية في ختام جولة تفقدية لافتتاح عدد من المشروعات شرق العوينات.. وغادر الرئيس عقب ذلك مقر احتفالية “موسم الحصاد شرق العوينات”.

يعد مشروع شرق العوينات ثاني أكبر مشروع زراعي عملاق بجنوب مصر لزراعة القمح بمساحة تتجاوز 186 ألف فدان، وتقع منطقة شرق العوينات في الجزء الجنوبي الغربي لمصر على بعد 365 كم جنوب واحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد على بعد 500 كيلومتر من بحيرة ناصر حيث التربة الغنية والخالية من الملوثات؛ ما يجعلها مثالية، وتبلغ مساحتها 528 ألف فدان مقسمة إلى قطع نصفها موزعة على شركات زراعية تنتج محاصيل متنوعة تقدر بنحو 3 ملايين طن سنويا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *