لجأت اسرائيل خلال الساعات القليلة الماضية لاستغلال علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من حلفائها الغربيين، بهدف حث إيران على إيقاف مسلسل الهجمات المتبادلة بينهما، وذلك بعد شن اسرائيل فجر السبت الماضي، أول هجوم مباشر ومعلن على عدد من المواقع العسكرية في العاصمة الإيرانية طهران، في ضربة وصفتها اسرائيل بأنها “رد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران مطلع أكتوبر الجاري.
وحسب وسائل إعلام دولية، كثفت اسرائيل خلال الساعات القليلة الماضية من محاولات احتواء الأزمة والمواجهة العسكرية مع إيران، لا سيما وأن الأخيرة أعلنت على مدى الأيام القليلة الماضية احتفاظها بحق الرد على الضربة الجوية التي شنتها اسرائيل في الوقت الذي تراه مناسبًا.
اسرائيل في انتظار الرد الإيراني
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن التقديرات ترجح أن إيران قد تطلق مئات الصواريخ الباليستية على اسرائيل، ردًا على الهجوم الجوي الأخير، والذي استهدف بعض المراكز العسكرية المختصة في تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية في طهران.
وتفيد التقديرات في اسرائيل بأن إيران قد تستخدم مخزونًا كبيرًا من الصواريخ الباليستية المُعدة للإطلاق، لاستهداف مواقع داخل اسرائيل خلال ردها المتوقع على الهجوم الأخير، وذلك على الرغم من أن تل أبيب راهنت بشكل رئيسي على ضرب وحدات مصنعة لهذه الصواريخ، نظير تخليها على فكرة استهداف المواقع والمنشآت النفطية والنووية.
وضغطت الولايات المتحدة والعديد من البلدان على اسرائيل من أجل التخلي عن استهداف المواقع النووية والنفطية الإيرانية، وتفضيل أن يكون الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني في إطار محدد وغير موسع، تجنبًا لمزيد من الهجمات المتبادلة بين الجانبين.
أكثر حرب مكلفة في تاريخ إسرائيل
وفي الوقت الذي لا تزال اسرائيل تراهن على جدوى الحرب في جلب الاستقرار إلى الداخل، يعاني اقتصادها العديد من الأزمات الناتجة عن استخدام جزء كبير من القوة العاملة في اسرائيل.
وعلى مستوى نفقات الحرب، تواجه اسرائيل العديد من الأزمات الاقتصادية في الوقت الراهن، وهو ما أكده وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، خلال كلمة له في الكنيست، عندما قال إن اسرائيل تخوض أطول الحروب وأكثرها تكلفة في تاريخها، مشيرًا إلى أن تكلفة العمليات العسكرية التي تشنها اسرائيل على الجبهات كافة تتراوح ما بين 54 مليار دولار و68 مليار دولار.
وبخلاف تكلفة الحرب، أشارت تقارير إعلامية داخل اسرائيل إلى أن المواجهات العسكرية أدت لتعطل أوجه الحياة والأنشطة الاقتصادية المختلفة، وذلك بسبب استدعاء اسرائيل لقوات الاحتياط، وهو ما يمثل انسحابًا كبيرًا للقوة العاملة في مختلف الأنشطة الاقتصادية في اسرائيل.