كشفت تقارير صحفية أنّ “لهجة التذمر تتصاعد في الولايات المتحدة من الدعم اللامحدود لدولة الاحتلال الإسرائيلي وإهمال الفلسطينيين، بل إنها وصلت إلى الحكومة الأمريكية نفسها”.
استقالات مفاجئة
فبعد الاستقالة المفاجئة لمسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بسبب ما اعتبره “دعمًا أعمى من جانب واحد”، وزيادة حزمة المساعدات لإسرائيل في حربها مع فصائل المقاومة الفلسطينية، اتضحت ملامح موجة غضب في أروقة الحكومة بسبب الدعم غير المسبوق لإسرائيل على حساب الفلسطينيين.
وأوضح جوش بول مدير مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية، على موقع لينكد إن أن استقالته جاءت بسبب “الخلاف حول السياسة المتعلقة بمساعدتنا الفتاكة المستمرة لإسرائيل”.
وأثار نهج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن غضب الكثيرين في مبنى الكابيتول، وكذلك مسؤولي وزارة الخارجية، الذين شعروا أن “عدوانية الإدارة ستؤدي إلى نتائج سياسية فظيعة، ومزيد من العنف طويل الأمد في الشرق الأوسط”.
دعوات للعصيان
وذكر موقع “هافينجتون بوست” أن موظفي وزارة الخارجية مستائون من السياسة الأمريكية حيال النزاع في الشرق الأوسط، حيث تحدث أحدهم للموقع عن “عصيان” يجري التخطيط له في الوزارة.
ولم تكتف الإدارة الأمريكية بالمباركة والتضامن مع إسرائيل بل أرسلت دعما عسكريا، وطلب بايدن، بعد ذلك، من الكونجرس الموافقة على مساعدات مالية لإسرائيل بقيمة 14 مليار دولار لمواجهة حماس وهو ما أثار على ما يبدو حفيظة وحالة إحباط موظفي وزارة الخارجية الأمريكية ومحاولة تمردهم.
ونقلت بعض وسائل الإعلام قول بعض موظفي الخارجية الأمريكية، إنهم يشعرون كما لو أن بلينكن وفريقه غير مهتمين بنصيحة خبرائهم بينما يركزون على دعم العملية الإسرائيلية الموسعة في غزة ضد حركة حماس، وقال أحد المسؤولين بالخارجية الأمريكية: “هناك تمرد يختمر داخل الخارجية على عدة مستويات”.
رسالة بلينكن لموظفيه
أقر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بـ”الأثر العاطفي” الذي تركته حرب إسرائيل على قطاع غزة، على موظفيه، وسط تقارير إعلامية عن “التخطيط لعصيان داخل الوزارة”، احتجاجًا على طريقة تعامل واشنطن مع هذا النزاع.
وكان بلينكن كتب رسالة إلى موظفيه، يصر فيها على أن نهج الإدارة تجاه الأزمة “متوازن”. وكتب “أعلم أن هذه المرة بالنسبة للكثيرين منكم لا تمثل تحديًا على المستوى المهني فحسب، بل على المستوى الشخصي أيضًا. لقد تأثر بعض زملائنا في المنطقة، خاصة بين موظفينا المحليين، بشكل مباشر من أعمال العنف، بما في ذلك فقدان أحبائهم وأصدقائهم”.
ومضى بالقول: “حتى هنا في الولايات المتحدة، كانت هناك موجات من الخوف والتعصب. بينما نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بشكل كامل، فإن كيفية قيامها بذلك أمر مهم. وهذا يعني التصرف بطريقة تحترم سيادة القانون والمعايير الإنسانية الدولية، واتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية حياة المدنيين”.
رسالة موقعة من 400 مسؤول
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى رسالة متداولة موقعة من أكثر من 400 مسؤول حكومي أمريكي من المسلمين واليهود، تنتقد إدارة بايدن بسبب “إهمال دعم الفلسطينيين”.
وتقول الرسالة إن “ملايين الأرواح مهددة. عائلاتنا وتاريخنا وتقاليدنا الدينية متجذرة بعمق في القدس وإسرائيل وفلسطين. وباعتبارنا أبناء الناجين من العبودية والمحرقة والاستعمار والحرب والقمع، نشعر أننا مضطرون لرفع أصواتنا في هذه اللحظة”.
بلينكن يصل القاهرة
إلى ذلك، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة، اليوم الأحد، على أن يعود إلى إسرائيل، الاثنين، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، بعد جولة شملت 6 دول عربية لبحث تداعيات الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين لدى وصول بلينكن إلى القاهرة إن “وزير الخارجية سيعود إلى إسرائيل (الاثنين) لمزيد من المشاورات مع القادة الإسرائيليين”، بينما تستعد تل أبيب لشن هجوم بري في غزة، بحسب وكالة “فرانس برس”.
