أحداث متسارعة شهدها العالم أمس السبت، إذ بدأت إيران شن هجوم واسع النطاق على إسرائيل، مساء أمس، وذلك ردًا من طهران على استهداف إسرائيل لمقر القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث قصفت طائرات حربية إسرائيلية مطلع أبريل الجاري مقر القنصلية، مما أسفر عن مقتل 16 شخصًا على الأقل.
هجوم إيراني على إسرائيل
وأعلن التلفزيون الإيراني أمس بدء هجوم واسع بالمسيرات على إسرائيل يشنه الحرس الثوري على أهداف إسرائيلية في أرض فلسطين المحتلة، واستهدف الحرس الثوري الإيراني أماكن محددة في إسرائيل بإطلاق عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ.
في حين، أكد دانيال هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الاستعداد الكامل للجيش الإسرائيلي للرد على الهجوم الإيراني، مضيفًا: “سنعمل على منع أي مسيرات إيرانية من بلوغ إسرائيل، وهناك استعدادًا من سلاح الجو لمواجهة أي تهديد إيراني”.
وعلق عدد من الخبراء على الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، معتبرين أنه مجرد رسالة وليس عملية عسكرية.
الهجوم الإيراني يمثل تحولًا بقواعد الاشتباك
ومن جانبه، أوضح فراس إلياس، خبير في الشأن الإيراني، عبر حسابه الشخصي على منصة “إكس”، أن الهجوم الإيراني على إسرائيل يمثل تحولًا بقواعد الاشتباك عبر التحول من هجمات عبر وكلاء إلى الهجوم المباشر، تحقيقًا لمصداقية الردع في محاولة لدفع إسرائيل بعدم تكرار مثل هذه الهجمات مستقبلًا.
وتابع: “إيران استخدمت طائرات مسيرة من طراز شاهد ١٣٦ و١٣١ وهي من النوعيات الرديئة وسهلة الاصطياد، ويمكن القول إن الهجوم الإيراني بهذا الشكل يهدف لتحقيق أهداف سياسية ودعائية وليست عسكرية، علما بأن إيران تمتلك طائرات أكثر فتكا وقوة”.
وأضاف: “الوقائع تشير إلى أن إيران استخدمت حتى اللحظة من يقرب من ٣٥٠ طائرة مسيرة، أطلقت من إيران والعراق واليمن، على شكل دفعات، وهي بذلك تستخدم ما يسمى بالهجوم العشوائي الكثيف، عبر محاولة إختراق الدفاعات الإسرائيلية وتحقيق إصابات داخل إسرائيل، لتحقيق أهداف تخدم مسار الحرب في غزة”، لافتًا إلى أن التحدي الخطير يتمثل باستخدام الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز التي يتم إطلاقها من قبل ايران، من أجل تشتيت انتباه الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وفي هذه المرحلة ستكون المنطقة أمام تحدٍ كبير”.
الضربات الإيرانية مجرد رسالة
وقال سعيد شواردي، المختص بالشئون الأيرانية من إيران، خلال تصريحات تليفزيونية، إن الضربات الإيرانية على إسرائيل كانت مجرد رسالة في كيفية التعامل الإيراني إذا قامت إسرائيل بالهجوم على المنشآت أو الشخصيات الإيرانية في سوريا، للتأكيد أنه سيتم مهاجمة إسرائيل دون أي اعتبارات.
وأوضح أن إيران تؤكد أن مجلس الأمن والأمم المتحدة يؤيدان إسرائيل في الجرائم التي ترتكبها، مؤكدًا أن هناك حالة رضا داخل المجتمع الإيراني بعد الضربة على إسرائيل، وأن الإيرانيين احتفلوا بعد تلك الضربة ردًا على الجرائم الإسرائيلية على غزة.
عملية رمزية وليست عسكرية
في حين وصف اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي، خلال تصريحات تليفزيونية، إن العملية الإيرانية هي عملية رمزية وليست عملية عسكرية، لأن إيران ترغب في إٍيصال رسائل هامة وهي أنها قادرة على ردع التهديدات الإٍسرائيلية وأنها قادرة على الوصول للداخل الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إيران أطلقت العديد من المسيرات التي استطاعت أن تصل لعدد من الأماكن الحيوية داخل إسرائيل.
كذلك أكد وجدان عبد الرحمن، الخبير في الشأن الإيراني، خلال تصريحات تليفزيونية، أن إيران أرادت أن تصل رسائل هامة من خلال هجومها على إسرائيل، موضحًا أن ايران أدعت بأنها ساندت وتبنت العمليات ضد إسرائيل يوم 7 أكتوبر.
وأشار إلى أن إيران كانت مضطرة للرد على الهجوم الإسرائيلي على أراضيها، ولكن نتنياهو سيستغل الهجوم الإيراني الذي تم على إسرائيل، ومن الممكن أن تقوم اسرائيل بمهاجمة الأماكن النووية.