ارتفاع غير مسبوق وقفزات جنونية شهدتها أسعار الأجهزة الكهربائية على مدار العام الماضي، فقد تخطت نسبة الارتفاع 100% خلال 2023 وفقًا لتصريحات شعبة الأجهزة الكهربائية، ولكن منذ قرار تحرير سعر الصرف في مارس الماضي بدأت أسعار الأجهزة الكهربائية تتراجع شيئًا فشيئًا.
ومن جانبه، أوضح أشرف هلال، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بالغرفة التجارية، أن أسعار الأجهزة الكهربائية بدأت في التراجع منذ تحرير سعر الصرف في مارس الماضي، بالإضافة إلى الإفراج عن مستلزمات الإنتاج، الذي كان من المتوقع أن يتضح تأثيرها بعد 45 إلى 60 يومًا.
وتابع “هلال”، خلال تصريحات لـ”البورصجية”، أن أسعار الأجهزة الكهربائية بدأت في التراجع بنسبة 5% ثم 10%، ووصلت إلى 15% و20% في بعض أنواع الأجهزة الكهربائية، مؤكدًا أن متوسط نسبة التراجع في أسعار الأجهزة الكهربائية يتراوح ما بين 10 إلى 15%.
وقال إنه كان من المتوقع أن تكون نسبة التراجع في أسعار الأجهزة الكهربائية حوالي 30%؛ لأن البنوك توفر الدولار في الوقت الحالي بـ47 و48 جنيهًا، بعد أن وصل سعره لـ64 و65 جنيهًا، ولكن ما حدث أن سعر الدولار الجمركي أصبح يتعامل بسعر الدولار حاليًا بعدما كان بـ31 جنيهًا، بالإضافة إلى أن مستلزمات الإنتاج تشكل نسبة من 2 إلى 7%، لذلك أصبحت نسبة التراجع 15% فقط، متابعًا: “مستلزمات الإنتاج تحملت بأعباء تأخير الإفراج وتأخير أرضيات وحاويات، وبالتالي فإن النتيجة ستظهر أكثر في شهر يونيو، لما الدفعة الثانية من مستلزمات الإنتاج تدخل ومتقفش في الجمارك فميدفعش عليها غرامات وبالتالي سهل يكون عليها تخفيض أكثر من كده”.
واستكمل: “نأمل أن يصل إجمالي نسبة التخفيض من لحظة تحرير سعر الصرف إلى 30% في يونيو المقبل، ولكن قد تقف التكاليف الإنتاجية في المصانع عائقًا أمام ذلك، وتنخفض الأسعار بنسبة 5% فقط، وبالتالي يكون إجمالي نسبة الانخفاض 20%، وهذا يكون جيدًا بالنسبة إلى وضع العملة والدولار في الوقت الحالي”.
ونصح بشراء الأجهزة الكهربائية في الفترة الحالية، مضيفًا: “محدش عارف ممكن يحصل ايه بكره، ممكن الأسعار تنزل أكتر وممكن تحصل ظروف تانية فترتفع، فكل شيء وارد، لكن طول ما سعر الصرف مستقر والبنك بيدبر العملة الأسعار هتكون مستقرة، لكن لو أي ظرف حصل أثر على استقرار سعر الصرف أو مستلزمات الإنتاج الأسعار هتتأثر”.
وبسؤال أحد أصحاب محال الأجهزة الكهربائية، قال أيمن عامر، إن أسعار الأجهزة الكهربائية تراجعت بالفعل بنسبة من 10 إلى 15%، موضحًا أن السبب وراء تراجع الأسعار هو توافر الأجهزة.
وذكر “عامر”، أن بعض الشركات كانت لا تطرح أجهزة في السوق، والآن أصبحت توفر الأجهزة وبالتالي تم توفير “الأوفر برايس” الذي كان يُضاف إلى الأجهزة، فبعض الثلاجات كان سعرها قد وصل إلى 40 ألف جنيه بسبب الأوفر برايس، والآن أصبح سعرها 28 ألف جنيه.
ولفت إلى أن بعض الشركات كانت توفر الأجهزة ولكن تضع تسعيرة مرتفعة، وهذه الشركات قامت بتخفيض الأسعار بنسبة 10% هذه الفترة، وبعد توافر الأجهزة في السوق اختفت ظاهرة الأوفر برايس، متابعًا: “مبقاش حد بيلجأ للأوفر برايس بالعكس الناس اللي مخزنة بقت بتعمل خصومات لأنها شارية بالقديم، بالإضافة إلى أن الأجهزة بقت متوفرة فطبيعي التاجر عاوز يبيع وضامن أن البضاعة متوفرة بغزارة فبيبدأ يقلل في السعر”.
وأضاف أن متوسط سعر الثلاجات قبل تحرير سعر الصرف كان يتراوح ما بين 25 إلى 45 ألف جنيه، أما الآن فيتراوح ما بين 18 إلى 30 ألف جنيه، ومتوسط سعر الغسالات سجل قبل تحرير سعر الصرف 28 ألف جنيه والآن يسجل 20 ألف جنيه، لافتًا إلى أن أسعار البوتاجازات انخفضت بمقدار 5000 جنيه، حيث كان متوسط سعر البوتاجازات الأمان الكامل قبل تحرير سعر الصرف 22 و23 ألف جنيه والآن وصل لـ18 ألف جنيه، وهناك بعض الأنواع التي سجلت سابقًا 20 ألف جنيه والآن تسجل 15 ألف جنيه.
وعن الإقبال على الشراء في الفترة الحالية، قال إن الإقبال على شراء الأجهزة الكهربائية ضعيفًا على الرغم من تراجع الأسعار، متابعًا: “الناس لما بتشوف الحاجة بتغلى بتخاف تغلى أكتر فبتيجي تشتري حتى لو بنبيع بالغالي، ودلوقتي شايفين أن الأسعار بتتراجع فمستنيين الأسعار تنزل أكتر”.
وتوقع ألا تتراجع الأسعار أكثر من ذلك خلال الفترة المقبلة؛ لأن الدولار الجمركي كان يسجل 30 جنيهًا وقتما كانت الشركات تضع التسعيرة على سعر الدولار 70 جنيهًا، والآن تراجع سعر الدولار إلى 50 جنيهًا ولكن الدولار الجمركي وصل إلى 50 جنيهًا، فأصبح الأمر كالمعادلة بتراجع سعر الدولار وارتفاع سعر الدولار الجمركي.