اختتمت فعاليات الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الأفريقي، التي استضافتها مصر وترأسها حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري ورئيس مجلس محافظي بنك التنمية الأفريقي، خلال الفترة من 22 إلى 26 مايو 2023 بمدينة شرم الشيخ، وذلك تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى حضر الجلسة الافتتاحية للاجتماعات.
وترأس محافظ البنك المركزي ، أمس الجلسة الثالثة والأخيرة لمجلس محافظي مجموعة بنك التنمية الإفريقي، حيث تم اعتماد البيان الختامي للاجتماعات.
وعقب الجلسة، تم تنظيم الحفل الختامى لأعمال الاجتماعات، حيث وجه محافظ البنك المركزي المصري الشكر لجميع المشاركين في الاجتماعات، مؤكدًا أن مصر دائمًا ما ترحب على أرضها بضيوفها من مختلف أنحاء العالم، خاصة أشقائها من الدول الأفريقية، وأشاد بجهود مجموعة بنك التنمية الأفريقي ونجاحها في الاستجابة للتحديات العالمية المتزايدة وقدرتها على قيادة التنمية في القارة الأفريقية، وتعميق التعاون فيما بين الدول الأعضاء ومؤسسات التمويل الإقليمية والدولية متعددة الأطراف.
وأشار إلى التوجيهات التي تضمنتها كلمة الرئيس السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماعات، بأهمية النظر في استحداث آليات غير تقليدية للبحث عن حلول تمويلية، تساهم في تنفيذ المشروعات الأكثر إلحاحًا، خاصة في مجالات مواجهة تحديات التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى دعوة المؤسسات التمويلية متعددة الأطراف لإعادة النظر في المعايير والشروط التي تؤهل الدول للحصول على قروض ميسرة، خاصة في ظل تصاعد تكلفة الاقتراض وزيادة أعباء خدمة الدين، وما له من انعكاسات سلبية على الموازنات المالية لتلك الدول، مع العمل على تبادل التجارب والخبرات في المجال التكنولوجي وطرح أفكار بناءة من أجل أفريقيا الخضراء.
ومن ناحيته، دعا محافظ البنك المركزى المصرى إلى البناء على ما تحقق من إنجازات وتوصيات خلال الاجتماعات الحالية، والتوجه بخطى ثابتة للمستقبل لتحقيق التنمية المستدامة لدول القارة. كما وجه التهنئة إلى دولة كينيا بمناسبة اختيارها لاستضافة الاجتماعات السنوية للمجموعة 2024، حيث شهدت الجلسة الختامية مراسم تسليم رئاسة مجلس محافظي بنك التنمية الأفريقي لتنتقل من مصر إلى كينيا.
ومن جانب آخر، وجه أكينومي أديسينا، رئيس مجموعة بنك التنمية الأفريقي، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ما أظهره من اهتمام بالغ تجاه دعم مواجهة التحديات المتعلقة بالمناخ في أفريقيا، مضيفًا أنه خلال لقائه بالرئيس السيسى أعرب عن تمنياته باجتماعات ناجحة وموفقة في شرم الشيخ، وهو ما قد تحقق بالفعل. وأكد رئيس مجموعة بنك التنمية الأفريقي أن هذه النسخة من الاجتماعات هي الأفضل حتى الآن، وأن جميع المشاركين سيغادرون شرم الشيخ ولديهم ذكريات رائعة عن مصر.
كما أعرب بالنيابة عن المجموعة عن خالص الامتنان لجمهورية مصر العربية على حسن التنظيم والتجهيزات المتميزة للاجتماعات، وأكد على بالغ التقدير لمحافظ البنك المركزي المصري على ما بذله من جهد مخلص، وما قدمه من رؤى وتوصيات خلال رئاسته لمجلس محافظي بنك التنمية الأفريقي.
عقب الجلسة الختامية، عقد كل من محافظ البنك المركزي المصري، ورئيس بنك التنمية الأفريقي، مؤتمرًا صحفيًا في حضور عدد واسع من ممثلي وسائل الإعلام الأفريقية والعالمية، حيث أكد محافظ البنك المركزى على عُمق أواصر التعاون المشترك والوثيق فيما بين مصر وبنك التنمية الأفريقي، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والمياه والأمن الغذائي.
ودعا المحافظ إلى توسع بنك التنمية الأفريقي في إقراض الدول الأعضاء بشروط مُيسرة، خاصة وأن التصنيف الائتماني القوي للبنك AAA يساعد في حصوله على تمويلات منخفضة الفائدة. وشدد على ضرورة وضع آلية للحد من المخاطر المصاحبة لتقلبات أسعار الصرف، حيث تقترض تلك الدول لتنفيذ المشروعات طويلة الأجل بالنقد الأجنبي، بينما تحصل على عوائد المشروعات المُنفذة من خلال تلك القروض بالعملات المحلية، وهو ما قد يُمثل أحد الضغوط الرئيسية المقترنة باللجوء إلى الاقتراض الخارجي.
ومن جانبه، أشار رئيس مجموعة بنك التنمية الأفريقي إلى الجهود المبذولة من جانب البنك لدعم قدرات دول القارة في مواجهة تداعيات التغير المناخي، كما دعا إلى مواصلة تلك الجهود وزيادة الاستثمارات الموجهة لمشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة، وكذلك تشجيع تبني برامج التكيف مع التغيرات المناخية، وخفض مستويات الانبعاثات الكربونية وصولًا إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.