شهدت القاهرة احتفالية كبرى لتكريم رواد السياحة المصرية، وذلك تحت رعاية الاتحاد المصري للغرف السياحية، حيث اجتمع في هذا الحدث المميز عدد من أبرز رموز القطاع وقياداته التاريخية والمعاصرة، في مشهد يجسد التقدير لجهود الأجيال التي ساهمت في بناء صناعة السياحة المصرية على مدى عقود طويلة، وجاءت الفعالية لتؤكد على أهمية ربط الماضي بالحاضر، وتعزيز ثقافة الوفاء والعرفان لمن صنعوا الإنجازات في هذا المجال الحيوي.
حضر الحفل عدد من الشخصيات البارزة في المشهد السياحي، يتقدمهم ناصر تركي نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية، إلى جانب وزيرَي السياحة الأسبقين زهير جرانة وهشام زعزوع، كما شاركت في التنظيم والتكريم عدة كيانات فاعلة، منها غرفة شركات السياحة والسفر، وغرفة الفنادق، وغرفة محال السلع والعاديات، إلى جانب جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية، والمؤسسة المصرية للتسويق الإلكتروني، في إشارة إلى وحدة الصف بين مختلف مكونات القطاع السياحي المصري.
كلمة مؤثرة
وفي كلمته خلال الاحتفالية، أكد ناصر تركي أن الهدف من هذه الفعالية هو تكريم الشخصيات التي كرست جهودها لدعم وتنمية السياحة المصرية على مدار الأربعين عامًا الماضية، سواء من رجال الأعمال أو من الإعلاميين والصحف الوطنية التي لعبت دورًا محوريًا في إبراز صورة مصر السياحية أمام العالم، مشددًا على أن تكريم الرواد هو رسالة وفاء للأجيال التي ساعدت في بناء قاعدة صلبة لنهضة القطاع.
وأوضح تركي أن صناعة السياحة لطالما كانت إحدى ركائز الاقتصاد الوطني، إذ ساهمت في توفير فرص عمل لمئات الآلاف من المصريين، وجذبت الاستثمارات الأجنبية والمحلية، كما شكلت واجهة حضارية لمصر، لافتًا إلى أن الاحتفاء بالرواد يبعث برسالة أمل للأجيال الحالية كي يواصلوا المسيرة بنفس التفاني والإخلاص.
تكريم الرواد
وشهدت الاحتفالية تكريم عدد كبير من الأسماء التي تركت بصمة بارزة في مسيرة السياحة المصرية، حيث جاء على رأس المكرمين الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، وحسام الشاعر رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، عصام كامل رئيس تحرير جريدة وموقع “فيتو”، إلى جانب عمرو القاضي الرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنشيط السياحة، وإلهامي الزيات رئيس الاتحاد الأسبق للغرف السياحية، إضافة إلى علي غنيم رئيس غرفة محال السلع والعاديات السياحية، ومحمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر.
كما حظيت لحظة التكريم بتفاعل كبير من الحضور الذين حرصوا على توجيه رسائل تقدير للمكرمين، لما قدموه من جهود على مدار سنوات طويلة، سواء في إدارة المؤسسات أو في تطوير الخدمات أو في تسويق الوجهة المصرية عالميًا، وهو ما انعكس إيجابًا على مكانة مصر كواحدة من أبرز المقاصد السياحية في المنطقة والعالم.
يوم السياحة
وخلال الفعالية، تم الإعلان عن تدشين “يوم السياحة المصري”، ليكون مناسبة سنوية تُعنى بالاحتفاء بتاريخ القطاع ورواده، وفرصة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية السياحة كأداة للتنمية الاقتصادية والثقافية، حيث من المنتظر أن يشهد هذا اليوم فعاليات متعددة تشمل تكريم رموز جديدة، وعقد مؤتمرات وندوات، إلى جانب تنظيم أنشطة تستهدف جذب الشباب وتعريفهم بدور السياحة في بناء المستقبل.
واعتبر المشاركون أن هذه الخطوة تمثل إضافة مهمة لمسيرة القطاع، إذ تكرس مفهوم الاستدامة في التقدير، وتؤسس لثقافة متجددة من العرفان، وهو ما ينعكس بدوره على تشجيع العاملين الحاليين لمواصلة الإبداع والابتكار، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تساهم في بناء جسور قوية بين الماضي والحاضر، وتعطي دفعة للأجيال القادمة من أجل استكمال المسيرة بثقة وحماس.
