واصلت “إي إف جي القابضة” تعزيز موقعها الريادي في سوق المال المصري، بعد نجاحها في إدراج شركة “ڤاليو” للتمويل الاستهلاكي في البورصة المصرية، في خطوة أعادت للأذهان مشهد طرح شركة “فوري” الذي أدارته “هيرميس” عام 2019، ومثّل آنذاك انطلاقة قوية لقطاع التكنولوجيا المالية داخل السوق.
وأكد الخبير المالي محمد عبد الهادي أن إدراج “ڤاليو” لا يعكس فقط نجاحًا تشغيليًا وماليًا، بل يُعد تتويجًا لرؤية استراتيجية طويلة الأمد تقودها “إي إف جي القابضة”، مشيرًا إلى التشابه مع تجربة “فوري”، حيث قفز السهم حينها من متوسط 6.8 جنيهات إلى أكثر من 30 جنيهًا خلال فترة وجيزة.
قفزة غير مسبوقة لسهم “ڤاليو”
وفي تصريحات خاصة لـ”البورصجية”، أوضح عبد الهادي أن سهم “ڤاليو” حقق أداءً فريدًا في أولى جلساته، حيث قفز بأكثر من 850% ليصل إلى 7.4 جنيه، مقارنة بسعر افتتاح بلغ 0.777 جنيه، واصفًا ذلك بـ”الانطلاقة غير المسبوقة” التي تعكس ثقة المستثمرين في نموذج أعمال الشركة وآفاق نموها في قطاع التمويل الاستهلاكي.
وأشار إلى أن الإدراج تزامن مع توزيع 20.49% من أسهم “ڤاليو” على مساهمي “إي إف جي القابضة”، وهو ما عزز من السيولة وفتح الباب أمام قاعدة أوسع من المستثمرين.
دخول “أمازون” يعزز ثقة السوق
وأضاف عبد الهادي أن إدراج “ڤاليو” ترافق مع تفعيل اتفاقية الاستحواذ التي أبرمتها “أمازون” في 2022، والتي بموجبها حصلت الشركة الأمريكية العملاقة على 3.9% من أسهم “ڤاليو” بسعر 6.041 جنيه للسهم، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل شهادة ثقة عالمية في السوق المصري وقطاع التكنولوجيا المالية على وجه الخصوص.
طرح “فوري” يعود إلى الواجهة
وفي مقارنة مباشرة، أشار عبد الهادي إلى أن طرح “فوري” عام 2019 شهد معدل تغطية قوي بلغ 15.9 مرة بقيمة إجمالية بلغت 7.1 مليار جنيه، ضمن خطة لطرح 36% من أسهم الشركة (31% للمؤسسات و5% للأفراد). وأوضح أن الطرح الذي تولت “هيرميس” وحقق نجاحاً كبير ، ومهّد الطريق لطروحات مشابهة مثل “ڤاليو”.
مؤشرات السوق تتفاعل إيجابيًا
قال عبد الهادي إن البورصة المصرية أغلقت جلسة الإثنين على صعود جماعي للمؤشرات، مدعومة بزخم إدراج “ڤاليو” وعمليات شراء قوية من المستثمرين المصريين، بصافي شراء بلغ 155.5 مليون جنيه، مقابل صافي بيع للأجانب بـ117.6 مليون جنيه، وللعرب بـ37.9 مليون جنيه.
أسهم قيادية تدعم السوق
ولفت عبد الهادي إلى أن جلسة اليوم شهدت نشاطًا ملحوظًا في عدد من الأسهم القيادية، وفي مقدمتها سهم “إي إف جي القابضة” الذي استفاد من زخم إدراج “ڤاليو” وحقق صعودًا قويًا، إلى جانب سهم “طلعت مصطفى القابضة” الذي واصل أداءه الإيجابي بدعم من تحسن التقييمات العقارية وزيادة أحجام التداول.
كما أشار إلى نشاط سهم “مصر الجديدة للإسكان”، الذي ساهم في تعزيز أداء القطاع العقاري، مضيفًا أن هذا التحسن في أداء الأسهم الكبرى أعاد الثقة إلى السوق وشجع المستثمرين على إعادة ضخ السيولة.
دورة صعود جديدة أم طفرة مؤقتة؟
واختتم عبد الهادي حديثه بالتأكيد على أن استمرار الأداء الإيجابي مرهون بثقة المستثمرين والمؤسسات في الطروحات الجديدة، معتبرًا أن “ڤاليو” قد تمثل بداية دورة صعود جديدة، في حال تحقق استقرار اقتصادي واستمرار الزخم الاستثماري. لكنه حذّر من الاعتماد فقط على الطروحات كوسيلة لدفع السوق، دون إجراء إصلاحات هيكلية أوسع تعزز جاذبية الاستثمار على المدى الطويل.
وكانت مؤشرات البورصة قد سجلت ما يلي:
EGX30: ارتفع بنسبة 1.17% ليغلق عند 31,418 نقطة
EGX70: صعد بنسبة 2.12% ليصل إلى 9,294 نقطة
EGX100: ارتفع بنسبة 2.09% ليغلق عند 12,663 نقطة
كما سجل رأس المال السوقي مكاسب قوية بلغت 41 مليار جنيه، ليغلق عند 2.233 تريليون جنيه، مقارنة بـ2.192 تريليون جنيه في ختام جلسة الأحد، وسط تداولات إجمالية تجاوزت 5.4 مليار جنيه.
