عالم

إيران وإسرائيل.. مواجهة متصاعدة وقاذفات «الشبح الأمريكية» تستعد

تتصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط بشكل متسارع، حيث دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة من التصعيد، تتخللها تصريحات نارية وتحركات عسكرية متبادلة، في ظل تحذيرات دولية من “تصعيد خطير” قد يقود المنطقة إلى المجهول، هذه التطورات تأتي بعد أيام قليلة من هجوم إسرائيلي استهدف مواقع إيرانية، وترافقها اتهامات متبادلة وتحضيرات عسكرية تعكس مخاوف من اتساع نطاق الصراع.

إيران تؤكد حقها في الدفاع عن النفس وتتهم إسرائيل بالعدوان:

في خطوة تعكس تمسكها بموقفها، أكد وزير الخارجية الإيراني، “عباس عراقجي”، أن بلاده ستواصل الدفاع عن نفسها ضد “العدوان الصهيوني”، وجاء ذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، حيث شدد “عراقجي” على أن إيران “تمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس، في مواجهة عدوان غير مبرر من قبل الكيان الصهيوني، وسنواصل هذا النهج في إطار القوانين الدولية”، وفي السياق ذاته، أشار “عراقجي” إلى الكفاءة العالية التي تؤدي بها القوات المسلحة الإيرانية دورها في الدفاع عن البلاد، وشدد على جاهزية إيران لمواجهة أي تهديدات.

إسرائيل تنشر منظومات دفاع جوي جديدة وسط إحباط من الأنظمة القديمة:

على الجانب الآخر، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن شروع جيش الاحتلال الإسرائيلي في نشر منظومات دفاع جوي جديدة، في خطوة تعكس “إحباطًا ويأسًا” من فعالية الأنظمة السابقة في التصدي للهجمات الجوية الإيرانية، وبحسب القناة 12 العبرية، بدأ جيش الاحتلال، من أمس الجمعة، بنصب بطاريات منظومة “برق” الدفاعية، المخصصة لرصد واعتراض الطائرات المسيّرة الإيرانية، ويأتي هذا التطور في أعقاب تقارير عديدة أشارت إلى عجز المنظومات الدفاعية الجوية الإسرائيلية عن مواجهة الضربات الصاروخية والمسيّرة، مما أثار “إحراجًا واسعًا” داخل إسرائيل، ويشير إلى تنامي قلق تل أبيب من اتساع نطاق التهديدات الجوية وفقدان الثقة بالمنظومات التقليدية.

هجمات متبادلة وادعاءات من الجانبين:

في ظل هذه الأجواء المتوترة، تعرضت عدة مناطق في محافظة أصفهان الإيرانية لهجمات فجر اليوم السبت، أكد بعدها معاون الشؤون الأمنية في المحافظة، “أكبر صالحي”، عدم حدوث أي تسرب لمواد خطرة في الموقع النووي بأصفهان، مشيرًا إلى أن الدفاع الجوي الإيراني واجه هذه الاعتداءات برد فوري.

ومن جهة أخرى، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اعتراض أكثر من 470 طائرة مسيرة إيرانية منذ بداية “العملية العسكرية”، وزعم اغتيال ثلاثة جنرالات إيرانيين وضرب موقع أصفهان النووي مرة أخرى، بالإضافة إلى “تحييد نحو نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية”، وفي تطور لافت، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تصفية قياديين في الحرس الثوري الإيراني، فيما رد الحرس الثوري بإسقاط عشرات الطائرات الصغيرة شمال إيران وضبط شحنة كبيرة من المتفجرات “الإسرائيلية” شمال غرب البلاد، مما يؤكد على استمرار المواجهة على مستويات متعددة.

تحذيرات دولية وتصريحات إيرانية حادة:

أطلقت مصر تحذيرًا شديد اللهجة من “التصعيد الخطير” في المنطقة، وأدان وزير الخارجية المصري، الدكتور “بدر عبد العاطي”، الهجوم الإسرائيلي على إيران خلال مشاركته في الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، مشددًا على أن الهجوم يمثل “تصعيدًا إقليميًا سافرًا وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي”.

من ناحية أخرى، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “إسماعيل بقائي”، فرنسا وألمانيا بـ”التواطؤ في جرائم إسرائيل”، مشددًا على أن المجتمع الدولي بأسره يتحمل مسؤولية الوقوف في وجه هذا الظلم، وحذر من أن “الحرب العدوانية الإسرائيلية ضد إيران ليست فقط ضد دولة، بل ضد حضارة”.

تحركات عسكرية أمريكية تزيد من القلق:

في ظل هذا التصعيد، كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن تحركات عسكرية لافتة، حيث أفادت شبكة “فوكس نيوز” أن ست قاذفات شبح من طراز B-2 غادرت قاعدة “وايتمان” الجوية متجهة نحو قاعدة للقوات الجوية الأمريكية في “غوام”، وتُعرف هذه الطائرات بقدرتها على حمل قنابل خارقة للتحصينات، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الاستعدادات الأمريكية في المنطقة، ويشير إلى أن واشنطن قد تستعد لخيارات عسكرية أكثر قوة، الأمر الذي قد يزيد من حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد بالفعل اضطرابات متزايدة.

يُظهر المشهد الراهن في الشرق الأوسط تدهورًا خطيرًا في العلاقات بين القوى الإقليمية والدولية، مع استمرار دوامة العنف وتبادل الاتهامات، وبينما تدعو الأطراف الدولية إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، فإن التحركات العسكرية والتصريحات الحادة من كلا الجانبين لا تبشر بالخير، وتزيد من المخاوف بشأن مستقبل الاستقرار في المنطقة، ويبقى السؤال المطروح هو إلى أي مدى يمكن أن تتصاعد هذه الأزمة قبل أن تتدخل الجهود الدبلوماسية بفعالية لاحتواء الموقف؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *