شنّت القوات الأمريكية، ليل الأربعاء ـ الخميس، غارات جوية بواسطة قاذفات استراتيجية خفيّة من طراز “بي-2” على منشآت لتخزين السلاح في مناطق يمنية، تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وتبقى هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة هذه القاذفة الشبح لمهاجمة الحوثيين، منذ إطلاق عملياتها بالبحر الأحمر، بهدف الحدّ من قدرة الجماعة اليمينية المصنفة إرهابية، على استهداف حركة مرور السفن في المياه الواقعة قبالة اليمن.
ماذا استهدفت الغارة الأمريكية؟
في غضون ذلك، أعلنت القوات الجوية الأمريكية تنفيذ “ضربات دقيقة” ضد 5 مواقع تخزين أسلحة محصنة تحت الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، الخميس.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان: “استهدفت القوات الأمريكية، بما في ذلك قاذفات B-2 التابعة للقوات الجوية، العديد من المرافق تحت الأرض التابعة للحوثيين والتي تضم مكونات أسلحة مختلفة من الأنواع التي استخدمها الحوثيون لاستهداف السفن المدنية والعسكرية في جميع أنحاء المنطقة”.
ويقدم موقع “البورصجية” أبرز المعلومات عن القاذفة B-2:
بحسب شبكة “سي إن إن”، تحتل “القاذفة B-2 سبيرت” مكانة بارزة بين الطائرات العسكرية، فمميزاتها تجعلها تقريبًا غير مرئية للرادار.. ليس ذلك فحسب، وإنما تعد أيضًا الأغلى في العالم، لتبلغ قيمتها أكثر من ملياري دولار.
وخلال الحرب الباردة، صمم الجناح الطائر لحمل الأسلحة النووية واختراق الدفاعات الجوية السوفييتية. ولكن، لم يتم إطلاق أي طائرة حربية، من طراز “B-2” داخل المجال الجوي الروسي، بعد سقوط جدار برلين في الحرب الباردة.
تم تسليم أول طائرة من طراز “B-2” في عام 1993 إلى قاعدة “وايتمان” للقوات الجوية في ولاية ميزوري. وفي عام 1999، تم استخدامها لأول مرة أثناء حرب “كوسوفو”.
تعتبر أحد أكثر الطائرات تطورًا، حيث تستطيع “B-2” الوصول إلى أي مكان في العالم، التزود بالوقود جوًا، والعودة إلى قاعدتها. ليس ذلك فحسب، وإنما لم تخسر هذه الطائرة في أي حرب.
تعتبر فكرة الجناح الطائر، وهو تصميم من دون جسم الطائرة وذيلها، من أوائل الأفكار في قطاع السفر، إذ برزت قبل الحرب العالمية الأولى في ألمانيا والاتحاد السوفيتي.
وكان هذا النوع من التصميم رائدًا في الولايات المتحدة من قبل المصمم الصناعي، جاك نورثروب، الذي أصدر أولى نماذج تصميم الجناح الطائر، في عام 1940، بحسب “سي إن إن”.
وذكرت الشبكة الأمريكية، أن قاذفات “بي-2” تتفوق بشكل كبير على الطائرات المقاتلة المستخدمة سابقًا في استهداف منشآت وأسلحة الجماعة اليمنية، موضحة أن هذه القاذفات تتميز بقدرتها على حمل كميات هائلة من الذخائر، مما يمنحها قوة تدميرية فائقة مقارنة بالطائرات الأخرى.
ميزات “بي ـ 2”
تبرز طائرة “B-2 ” كواحدة من أكثر القاذفات تقدما وفعالية في الترسانة الأمريكية، حيث تعتبر طفرة تكنولوجية هائلة، وتجسد قفزة نوعية في برنامج تحديث القاذفات الأمريكية، بحسب الموقع الرسمي للقوات الجوية الأمريكية.
وتعد “بي 2” بتصميمها الفريد الذي يأخذ شكل جناحي خفاش، قاذفة قنابل متعددة الأدوار قادرة على إيصال الذخائر التقليدية والنووية، فضلا عن توجيه قوة نارية هائلة، في وقت قصير، إلى أي مكان في العالم.
وتتميز كذلك بقدرتها الفريدة على اختراق أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورا، مما يجعلها سلاحا استراتيجيا قويا، إذ يمكن لهذه القاذفة أن تصل إلى أهداف العدو الأكثر أهمية وتحصينا دون اكتشافها.
وتتمتع B-2 تتمتع بمدى هائل يصل إلى 6000 ميل بحري (حوالي 9600 كيلومتر) دون الحاجة إلى التزود بالوقود، مما يمكنها من تنفيذ مهام عابرة للقارات.
وتتميز B-2 أيضًا بقدرتها على حمل ما يصل إلى 18.144 كيلوجراما من الذخائر، كما أنها مزودة بأربعة محركات قوية توفر لها القدرة على التحليق بسرعات عالية تحت سرعة الصوت والوصول إلى ارتفاع يصل إلى 15.240 متر.
رقم قياسي وأيقونة سينمائية
وجرى الكشف عن هذه الطائرة في نوفمبر عام 1988 في كاليفورنيا، وحلقت في سماء الولاية لأول مرة، بعد ثمانية أشهر في السابع عشر من يوليو 1989.
أطول مهمة قتالية جوية في التاريخ
وتحمل B-2 الرقم القياسي لأطول مهمة قتالية جوية في التاريخ، حيث نفذت رحلة استمرت 44 ساعة متواصلة في عام 2001، إذ انطلقت من قاعدة وايتمان إلى أفغانستان وعادت دون توقف، بحسب موقع شركة “نورثروب جرومان”.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، أن البنتاجون يستخدم قاذفات “بي 2″، بشكل محدود في المهام القتالية، مشيرة إلى أن ذلك غالبا ما يكون “استعراض للقوة”، ويشير إلى أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى قواعد قريبة لضرب خصومها، حيث تعتمد هذه الطائرة على التزود بالوقود جواً لتنفيذ مهامها دون الحاجة للهبوط.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن احتمال توسع النزاع بين إسرائيل وإيران، ترك بعض حلفاء الولايات المتحدة العرب في حالة من عدم الارتياح، مشيرة إلى تصريحات مسؤولين قطريين، هذا الأسبوع، بأنهم لن يسمحوا للبنتاجون باستخدام قاعدة العديد الجوية، وهي منشأة واسعة تضم طائرات مقاتلة أميركية، لشن هجوم على أي دولة أخرى.